الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه:

صفحة 627 - الجزء 1

  عن أبي حنيفة، وقتل ثلث الأمة⁣(⁣١) لإصلاح ثلثيها كما روي عن مالك، والقول برؤية الباري كما قد روي عن الشافعي أنه يقول بها في الآخرة، ولكنها غير معقولة، وفي استلزام ذلك للتجسيم خلاف. والقول بأنه تعالى جسم كما روي عن ابن حنبل.

  قال الإمام المهدي #: نحن ننزههم عن هذه الروايات، لا سيما الثلاثة غير ابن حنبل. وتوليهم للعترة، واقتداؤُهم بهم، وانتماؤُهم إليهم - ظاهرٌ لمن بحث على الروايات، وطالع الأخبار، بخلاف كثير من أتباعهم⁣(⁣٢)، فانحرافهم عنهم ظاهر. قال الإمام شرف الدين #: فقاتل الله المتسبب في إشاعة انفصالهم منهم، واستقلالهم عنهم، مشيراً إلى ما روي عن المأمون وأتباعه أنهم الذين ابتدعوا هذه المقامات في الحرم؛ إرادة للتفريق بين أئمة الدين، وحجج الله على العالمين، كما قد حصل لهم من الأغراض الردية.

تنبيه:

  حكى في الفصول عن بعض سادتنا أن تقليد الصحابة أولى من غيرهم بعد أهل البيت $، والأولى منهم⁣(⁣٣) من أثنى عليه النبي ÷ بالفقه والدين⁣(⁣٤)، أو شهد⁣(⁣٥) له أحد من أهل بيته بذلك، ثم من أثنى عليه القرابة والصحابة ممن بعدهم من التابعين، ثم كذلك⁣(⁣٦)، ثم من نص على جواز تقليد الميت⁣(⁣٧)، ثم من لم ينص.


(١) ممن لا يُستباح دمه. كاشف لقمان.

(٢) كالذهبي وابن العربي وابن حجر، وغيرهم.

(٣) أي: من الصحابة.

(٤) كابن عباس.

(٥) في (ج): «يشهد».

(٦) أي: من أثنى عليه القرابة والتابعون الأولون ممن بعدهم. دراري.

(٧) لأنه يستمر تقليده إياه في حياته وبعد وفاته؛ إذ ذلك من مذهبه. دراري.