مسألة: [الترجيح ين النقليين بالمتن:]
  ويرجح مفهوم الموافقة على مفهوم المخالفة؛ لأن مفهوم الموافقة أقوى، مثاله: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}[الإسراء ٢٣] مع ما لو قيل: لا تقتلهما ما لم يقصدا قَتْلَكَ.
  (و) الثامن: أنه يرجح (الخاص على العام) لأنه أقوى دلالة على ما يتضمنه من دلالة العام عليه؛ لاحتمال تخصيصه منه(١). وكذلك يرجح الخاص ولو من وجه على العام من كل وجه(٢)، هكذا ذكره الإمام المهدي #.
  قال الإمام الحسن #: وهذا ينقض أصله(٣) الذي هو الطرحُ لهما مع جهل التاريخ، والرجوعُ إلى غيرهما.
  (و) التاسع: يرجح (تخصيص العام على تأويل الخاص)(٤) وإنما يُرجّح تخصيص العام لكثرته، بخلاف تأويل الخاص فإنه قليل فلا يصار إليه.
  (و) العاشر: أنه يرجح (العام الذي لم يخص على) العام (الذي) قد (خصص) لتطرق الضعف إليه بالخلاف في حجيته، مثاله: «الصبي المرتد لا يقتل بردته»، مع ما لو قيل: «كل مرتد يقتل».
  واعلم أن التقييد كالتخصيص، فيُقدَّم تقييد المطلق على تأويل المقيد، ويقدم المقيد ولو من وجه على المطلق، والمطلق الذي لم يخرج منه يقدم(٥) على ما أخرج(٦) منه(٧).
(١) نحو: «اقتلوا المشركين»، «لا تقتلوا أهل الذمة» فيرجح الخاص فيقتل من عدا أهل الذمة. شفاء غليل السائل للطبري ٢/ ٢٥٥ طبعة مكتبة أهل البيت ط/الأولى.
(٢) مثاله: قوله ÷: «ليس فما دون خمسة أوسق صدقة» مع قوله «فيما سقت السماء العشر» فالأول أخص ولهذا رجح. هامش القسطاس.
(٣) في مسألة تعارض الخاص والعام.
(٤) كقوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج ٧٨] مع قوله ÷: «في أربعين شاةً شاةٌ» فيلزم تخصيص الآية بالخبر، فيجب شاة بعينها، ولا يؤول الخاص بتجويز دفع القيمة عنها. شفاء غليل السائل ٢/ ٢٥٦ ط/الأولى. مكتبة أهل البيت (ع).
(٥) في (ج) و (ب): «تقييد» وفي القسطاس: «بقيد» ورأيت في بعض حواشي الكاشف التي عزاها إلى هذا الكتاب: مقيد.
(٦) في (ج): خرج.
(٧) لفظ شفاء غليل السائل: والمطلق الذي لم يقيد على المطلق المقيد.