الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [وجوه الترجيح بين الحدود السمعية]:

صفحة 674 - الجزء 1

  اللهم نزه طباعنا عن الزيغ والزلل، وصحح أفهامنا من القصور والكَلَل، وهب لنا منك توفيقاً، واهدنا لاتباع الحق طريقاً، واختم لنا بالحسنى حتى ينادى في الحشر بـ {أَنْ تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}⁣(⁣١) [الأعراف ٤٣].


(١) قال في (ب) بعد هذا الكلام: اللهم اجعل خاتمة أمورنا خيراً، ولا تلحق بنا من تبعة شرورنا صبرا، واجعل نوبات نقائصنا خفيفة كانت أو ثقيلة في مواقف الندامة منقلبة بإلف آداب عبوديتك على نهج الاستقامة، وصل على من كلمة شفاعته في محو أرقام الضلالات كافية، ومن مضرة شناعة أسقام الجهالات شافية، وعلى آله وأصحابه، وعلى من تبعهم من زمرة أحبابه.

تم الكتاب تأليفاً نهار الأحد السابع والعشرين من شهر رمضان الكريم أحد شهور سنة اثنين وعشرين وألف سنة، والحمد لله على إنعامه وإكرامه.

قال المؤلف ¦: هذا، وقد اعتنيت في نقله من أمهاته المفيدة المعتمدة، ولم أزل حريصًا على النقل منها باللفظ، وإن نقل منها شيء في بعض الأحوال بالمعنى فلضرب من الترجيح، كالاختصار، مع التحقيق للمعنى حسبما استطعت، وذلك يظهر بعرضه على أصوله ممن له معرفة، وأمهاته هي: الجوهرة، والعِقد، والمنتهى وشرحه للعضد، وحاشية سعدالدين على العضد، والفصول وحواشيه، والمعيار للمهدي #، وشرحاه: المنهاج والقسطاس. وأخذت من الورقات للجويني وشرحها للإمام الحسن #، وشرح القاضي عبدالله [الدواري] على الجوهرة - زبداً مفيدة، ومن غير هذه على القلة، ومن غير كتب الفن فيما يُحتاج إليه، كمؤلفات مولانا حجة الله على الأنام القاسم بن محمد ¦، ومن كتب المنطق والمعاني والبيان، ومن كتب فروع الفقه، كشرح الأثمار والزهور فيما يتعلق بشرح الخُطبة، وفي غيره قليل، ومن شرح مقدمة الأزهار للقاضي حسين الذويد، ومن غير هذه الكتب قليل، سِوى أني لما تحققت كتب هذا الفن، وتصفحت المذكورة منها - وجدت أحسنها فائدة وأكثرها عائدة كتاب الفصول والمعيار وشرحه القسطاس المقبول، فاعتمدت عليها غالباً في باب القياس، والله الموفق، ومن وقف من أهل المعرفة بهذا الفن على شيء من هذا الكتاب غير مناسب فليصلحه؛ مراعاة لحق المعاونة على البر والتقوى، بعد التحقق وعرضه على أصوله من غير اكتفاء بأول خاطر، والحمد لله رب العالمين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وسلم تسليماً كثيرًا.