[الأمارة]
  بل طريقة النظر، وإن كان في اللغة دليلاً، وإنما قلنا ذلك لأن الصفة ليست غير الذات، فيلزم الدور لو جعلناه دليلاً؛ لأن العلم بالدليل والمدلول فيها مُعلَّق بالذات نفسها على حالٍ(١)، فيلزم الدور؛ لأن الصفة لا تستقل بالمعلومية(٢).
  وهو في اصطلاح الأصوليين والفقهاء: ما يمكن التوصل بصحيح النظر فيه إلى مطلوب خبري. فيشمل القطعي والظني. بخلاف مصطلح المتكلمين، فليس دليلاً عندهم إلا ما أفاد العلم.
[الأمارة]:
  (وأما ما يحصل عنده الظن) فهو عندهم (أمارة)(٣). وهي صادقة، وكاذبة(٤). وليس الظن بلازم عن النظر فيها وفاقاً للبهاشمة(٥)، وخلافاً للملاحمية(٦).
(١) قال في هامش (ب): لعله يريد بالحال القادرية والحيية.
(٢) لفظ الإمام المهدي # في المنهاج: وقولنا: «إلى العلم بالغير» إشارة إلى إخراج طريقة النظر في هذا الحد، وهي أن ينظر الناظر في صفة الذات فيحصل له العلم بصفة أخرى لتلك الذات، نحو: أن ينظر في كونه تعالى قادراً فيحصل له العلم بأنه تعالى حي، فهذا في اصطلاح المتكلمين ليس بدليل، وإنما يعبرون عنه بطريق النظر، وإن كان طريقاً لغويًّا، فإن النظر في تلك الذات لم يوصل إلى العلم بالغير؛ لأن الصفة ليست غير الذات. وإنما لا يسمون هذه الطريقة دليلاً لأن الدليل لا يصح أن يكون المدلول؛ لأن الشيء لا يدل على نفسه؛ لاستلزام الدور؛ لأنك لا تعرف المدلول حتى تعرف الدليل، فتقف معرفة كل على معرفة صاحبه ... إلخ.
(٣) عرفها الإمام المهدي # بقوله: هي ما يلزم من حصول غيره حصوله لزوماً عاديًّا لا ذاتيًّا، وذلك كانصداع الجدار، فإنه أمارة لانهدامه. منهاج ص ٨٢٤.
(٤) فالصادقة هي: ما علم حصوله يقيناً على الوجه الذي يستلزم المنظور فيه، فإن من تيقن انصداع الجدار ظن أنه قد قارب الانهدام من جهة العادة وإن جوّز أن ثَمَّ ما يمسكه.
والكاذبة: أن يرى في جدار من بعيد خطاً مستطيلاً فيه فيظن أنه انصداع فيه، فيظن أنه قد قارب الانهدام، ثم ينكشف أن ذلك خط وليس بانصداع؛ وإنما هو سواد في ظاهره، فإن هذه الأمارة كاذبة. مرقاة الوصول للسيد داود ص ٥٣٥، مركز الإمام عز الدين بن الحسن (ع).
(٥) البهاشمة أو البهشمية: فرقة من المعتزلة تنسب إلى الشيخ أبي هاشم المعتزلي.
(٦) الملاحمية: جماعة من المعتزلة تنسب إلى محمود بن الملاحمي.