مسألة:
الدليل الأول من الأدلة الشرعية: الكتاب
مسألة:
  (فالكتاب) اسم للقرآن، غلب عليه من بين سائر الكتب في عرف الشرع، كما غلب على كتاب سيبويه في عرف أهل العربية، و(١) (هو الكلام المنزل على نبينا محمد ÷ للإعجاز(٢) بسورة منه) والمراد أقل(٣) سورة(٤) منه، أو بعدد(٥) آياتها.
  والدليل على أن حد الإعجاز ثلاث آيات قوله تعالى: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[البقرة ٢٤]، وأقل سورة ثلاث آيات.
  ويوصف ما دون حد الإعجاز كالآية والآيتين بأنه قرآن دون الحرف الثابت في إحدى القراءتين دون الأخرى، كـ «مَالِكِ» فلا يُسمَّى على انفراده قرآناً، بل حرفاً أُتيَ به توسعةً، والمجتزي بالآخر لم يترك قرآناً، كالمجتزي بإحدى خصال الكفارة المُخيّرة. ولفظ القرآن يطلق على الحكاية والمحكي(٦).
  وإنما أنزل على سبعة أحرف تخفيفاً(٧)؛ لقوله ÷: «أنزل القرآن على سبعة أحرف كلها كافٍ شافٍ».
(١) في (ج): «وحقيقته هو ..».
(٢) قال في الكاشف: المراد بالإعجاز: قصد إظهار صدق النبي ÷ في دعوى الرسالة بفعل خارق للعادة.
(٣) أي: أقصر سورة.
(٤) والمراد بالسورة: بعض من الكلام المنزل مترجم أوله وآخره توقيفاً مسمىً باسم خاص متضمن ثلاث آيات. هداية العقول ١/ ٤٣٢.
(٥) في (أ): بعدة.
(٦) قال الإمام أحمد بن سليمان في حقائق المعرفة: اعلم أن النطق بالكلام على وجهين: حكاية ومبتدأ، فالمبتدأ: ما ينطق به الإنسان ويبتدعه من نفسه من الكلام. والحكاية: ما ينطق به من كلام غيره، ومن ذلك القرآن ففعله فيه الحكاية إذا تلاه، والمحكي هو فعل الله تعالى.
(*) وقال في هامش (أ): الحكاية قراءة الرسول ÷، والمحكي المنزل المخلوق.
(٧) أي: تسهيلاً على هذه الأمة؛ لأن صاحب لغة مثلاً يعسر عليه التزام لغة غيره. منه هامش (أ).