الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [الطريق إلى معرفة السنة]:

صفحة 140 - الجزء 1

  خصوصية لشخص أو حال أو زمان أو مكان، فيكون نسبته إليها⁣(⁣١) على سواء⁣(⁣٢)، فهو كالعام لجميع المكلفين والأحوال والأزمنة والأمكنة.

  وفيه ما يشبه الخصوص ويُقَرّ في موضعه، كاستقبال بيت المقدس لقضاء الحاجة في العمران⁣(⁣٣)، فيخصها دون الصحاري.

  وفيه ما يشبه المجمل، نحو: ما رواه أهل الحديث (صام ÷ بشهادة الأعرابي)⁣(⁣٤) ولم يُعلم أنه اكتفى بها، فاحتمل أن يضامَّ ذلك بشهادة⁣(⁣٥) آخر، واحتمل الاقتصار⁣(⁣٦)؛ فكان مجملاً⁣(⁣٧).

  قال في الجوهرة: ولقائل أن يقول: الظاهر⁣(⁣٨) معنا، فلو⁣(⁣٩) كان لنُقل⁣(⁣١٠).

  وفيه ما يشبه البيان لخطاب مجمل، وذلك نحو: صلاته ÷ بعد قوله: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، وكوضوءه ÷ ثم قال: «هذا وضوء لا تصح الصلاة إلا به».

مسألة: [الطريق إلى معرفة السنة]:

  قد عُرِف مما تقدم أقسام السنة التي هي: القول، والفعل، والترك، والتقرير. (و) أما (طريقنا إلى العلم) أو الظن (بالسنة) فهو (الأخبار) ولفظ الخبر حقيقة


(١) أي: إلى الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة، يعني فيعمها جميعاً.

(٢) لعدم ما يقتضي قصره على أحدها فلذلك أشبه العموم.

(٣) بعد النهي عن استقباله، فيكون تخصيصاً للعمران من بين الأمكنة. شرح فصول.

(٤) أي: شهادته برؤية الهلال.

(٥) في (أ): «شهادة». وفي (ب): «أن صيام ذلك».

(٦) أي: واحتمل الاقتصار على شهادة الأعرابي.

(٧) قال في القسطاس: وقد يُمنع الإجمال؛ فإن مضامّه شهادة آخر احتمال بعيد فلا يدفع الظهور. فالأولى التمثيل بالقيام من الركعة الثانية من غير تشهد، فإنه محتمل للجواز والسهو.

(٨) وهو صيامه ÷ بشهادة الأعرابي فقط.

(٩) لفظ الجوهرة: «ولو كان».

(١٠) أي: ولو كان شيء آخر انضم إلى شهادة الاعرابي لنقل إلينا.