مسألة: [طرق الرواية عند بعض العلماء]:
  فيجوز له العمل والرواية، وهي أقواهما.
  والثانية: أن يعلمها جملة من غير تَذكّر ألفاظها وتحقق وقتها، فيجوزان(١) له.
  والثالثة مردودة، وهي أن يعلم أنه ما سمع أو يظن في ذلك أو يشك فيه، فلا يجوزان له.
  والرابعة: مختلف فيها (و) هي (من ظن أنه قد سمع جملة كتاب(٢)) من غير تيقن سماعه لما في الكتاب ولا قراءته له - قال في الجوهرة: والظن للسماع والقراءة يحصل بما يراه من خَطِّه.
  قال الإمام المهدي #: المراد بالكتاب: نسخة معينة، أما لو لم تكن نسخة معينة، أو كانت معينة، لكن قد خرجت من يده مُدة يمكن دخول التحريف والتصحيف(٣) في ضَبْطِها - [فالظاهرُ من كلامه أن الاتفاق واقع أنه](٤) لا يجوز الأخذ بما فيها، لا عملاً ولا رواية، إلا ما غلب في ظنه أنه سليم عن ذلك(٥) - فعند القاضي، والشافعي، وأبي يوسف، ومحمد(٦) أنه إذا حصل ذلك الظن (جازت له روايته والعمل بما فيه) ولا يُشترط اليقين لذلك (وإن لم) يذكر سماعه (كل حديث بعينه). وعند أبي طالب، وأبي حنيفة لا يجوزان(٧). وقال الإمام يحيى # والحفيد: يجوز العمل دونها(٨).
(١) أي: العمل والرواية.
(٢) في المتن المطبوع وفي المتن الذي شرح عليه الطبري والذي شرح عليه ابن لقمان: «جملة كتاب معين».
(٣) التحريف: هو تغيير شكل الحروف المتشابهة، نحو: جعل الزاي نونًا. والتصحيف: هو تغيير في نقط الحروف المتماثلة في الصورة: نحو الغيب والعيب، وحمزة وجمرة. علوم اللغة للدكتور يعقوب المشهداني.
(٤) ما بين المعكوفين ليس من كلام المهدي #، بل من كلام المؤلف ¦.
(٥) انتهى كلام المهدي #. انظر المنهاج ص ٥٥٩.
(٦) هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، من أصحاب أبي حنيفة، (ت ١٨٩ هـ).
(٧) أي: العمل والرواية.
(٨) أي: دون الرواية.