(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).
  بحيث يستلزم صدق كل واحدة منهما كذب الأخرى) وقد أَلحقَ في نسخة(١): «بحيث يستلزم لذاته صدق إحداهما كذب(٢) الأخرى». كقولنا: «زيد كاتب»، «زيد ليس بكاتب»، فإن هاتين القضيتين اختلفتا بالنفي والإثبات، اختلافاً يقتضي لذاته أن تكون إحداهما صادقه والآخرى كاذبة على حسب الواقع.
  قوله: «اختلاف» جنس يتناول الاختلاف الواقع بين قضيتين، ومفردين، وبين مفرد وقضية. وقوله: «الجملتين» يخرج الاختلاف الواقع بين مفردين، ومفرد وقضية. وقوله: «بالنفي والإثبات» يُخرج الاختلاف(٣) الواقع بالاتصال(٤) والانفصال(٥)، والاختلاف بالكلية والجزئية، والاختلاف(٦) بالعدول(٧) والتحصيل(٨)، وغير ذلك(٩). وقوله: «بحيث يستلزم» يخرج الاختلاف بالإيجاب والسلب، لكن لا بحيث يستلزم صدق إحداهما وكذب(١٠) الأخرى، كقولنا: «زيد ساكن، زيد ليس بمتحرك»؛ لأنهما صادقتان. وقوله فيما ألحق: «لذاته» يخرج الاختلاف بالإيجاب والسلب، بحيث يستلزم
(١) أي: من نسخ متن الكافل لبهران.
(٢) في (أ): «وكذب». وفي الكاشف وشفاء غليل السائل: «بحيث يستلزم لذاته صدق إحداهما كذب الأخرى»، بدون حرف عطف، وكذا في المخطوط (ب) من هذا الكتاب.
(٣) يعني اختلاف القضيتين بكون إحداهما متصلة والأخرى منفصلة.
(٤) نحو: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود. هامش (ج).
(٥) كقولنا: العدد إما أن يكون فرداً أو زوجاً. هامش (ب).
(٦) يعني: اختلاف القضيتين بكون إحداهما محصلة والأخرى معدولة. شرح الغاية ١/ ١٠٩.
(٧) القضية المعدولة ما كان حرف السلب جزءًا من الموضوع، نحو: «كل لا موجود معدوم»، أو جزءًا من المحمول، نحو: «كل موجود لا معدوم»، أو جزءًا من الموضوع والمحمول، نحو: «كل لا حيوان لا إنسان». حاشية ملا عبدالله على التهذيب.
(٨) القضية المحصِّلة: هي التي لا يكون حرف السلب جزءًا من طرفيها، سواء كانت موجبة أو سالبة، نحو: زيد قائم، زيد ليس بقائم. هامش شرح الغاية ١/ ١٠٩.
(٩) المحصورة: هي التي لا يكون موضوعها شخصيًّا معينًا وبين فيها كمية أفراد الموضوع بسور يبين المقصود منها كلا أو بعضًا. والمهملة: هي التي لم يبين فيها كمية أفراد الموضوع.
(١٠) الواو غير موجودة في (ب).