الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).

صفحة 213 - الجزء 1

  بحيث يستلزم صدق كل واحدة منهما كذب الأخرى) وقد أَلحقَ في نسخة⁣(⁣١): «بحيث يستلزم لذاته صدق إحداهما كذب⁣(⁣٢) الأخرى». كقولنا: «زيد كاتب»، «زيد ليس بكاتب»، فإن هاتين القضيتين اختلفتا بالنفي والإثبات، اختلافاً يقتضي لذاته أن تكون إحداهما صادقه والآخرى كاذبة على حسب الواقع.

  قوله: «اختلاف» جنس يتناول الاختلاف الواقع بين قضيتين، ومفردين، وبين مفرد وقضية. وقوله: «الجملتين» يخرج الاختلاف الواقع بين مفردين، ومفرد وقضية. وقوله: «بالنفي والإثبات» يُخرج الاختلاف⁣(⁣٣) الواقع بالاتصال⁣(⁣٤) والانفصال⁣(⁣٥)، والاختلاف بالكلية والجزئية، والاختلاف⁣(⁣٦) بالعدول⁣(⁣٧) والتحصيل⁣(⁣٨)، وغير ذلك⁣(⁣٩). وقوله: «بحيث يستلزم» يخرج الاختلاف بالإيجاب والسلب، لكن لا بحيث يستلزم صدق إحداهما وكذب⁣(⁣١٠) الأخرى، كقولنا: «زيد ساكن، زيد ليس بمتحرك»؛ لأنهما صادقتان. وقوله فيما ألحق: «لذاته» يخرج الاختلاف بالإيجاب والسلب، بحيث يستلزم


(١) أي: من نسخ متن الكافل لبهران.

(٢) في (أ): «وكذب». وفي الكاشف وشفاء غليل السائل: «بحيث يستلزم لذاته صدق إحداهما كذب الأخرى»، بدون حرف عطف، وكذا في المخطوط (ب) من هذا الكتاب.

(٣) يعني اختلاف القضيتين بكون إحداهما متصلة والأخرى منفصلة.

(٤) نحو: إذا كانت الشمس طالعة فالنهار موجود. هامش (ج).

(٥) كقولنا: العدد إما أن يكون فرداً أو زوجاً. هامش (ب).

(٦) يعني: اختلاف القضيتين بكون إحداهما محصلة والأخرى معدولة. شرح الغاية ١/ ١٠٩.

(٧) القضية المعدولة ما كان حرف السلب جزءًا من الموضوع، نحو: «كل لا موجود معدوم»، أو جزءًا من المحمول، نحو: «كل موجود لا معدوم»، أو جزءًا من الموضوع والمحمول، نحو: «كل لا حيوان لا إنسان». حاشية ملا عبدالله على التهذيب.

(٨) القضية المحصِّلة: هي التي لا يكون حرف السلب جزءًا من طرفيها، سواء كانت موجبة أو سالبة، نحو: زيد قائم، زيد ليس بقائم. هامش شرح الغاية ١/ ١٠٩.

(٩) المحصورة: هي التي لا يكون موضوعها شخصيًّا معينًا وبين فيها كمية أفراد الموضوع بسور يبين المقصود منها كلا أو بعضًا. والمهملة: هي التي لم يبين فيها كمية أفراد الموضوع.

(١٠) الواو غير موجودة في (ب).