(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).
  صدق إحداهما وكذب(١) الأخرى، لكن لا لذات(٢) ذلك الاختلاف، نحو: «زيد إنسان، زيد ليس بناطق»، فإن الاختلاف بين هاتين القضيتين إنما يقتضي أن إحداهما صادقة والأخرى كاذبة، إما لأن قولنا: «زيد ليس بناطق» في قوة: «زيد ليس بإنسان»، أو لأن قولنا: «زيد إنسان» في قوة: «زيد ناطق»، فيكون ذلك بواسطة، لا لذاته(٣).
[شروط التناقض]:
  واعلم أنه لا يتحقق التناقض إلا بشروط، منها ما يعم الشخصية والمحصورة، ومنها ما يختص(٤) المحصورة، وينبغي معرفتهما.
  فالشخصية: هي التي يكون موضوعها خالياً عن الأسوار(٥)، كقولك: «زيد كاتب».
  والمحصورة: هي ما اتصل بموضوعها أحد الأسوار الأربعة التي هي «كل» و «ليس شيء» و «بعض» و «ليس كل». وقد حصل من هذا أن المحصورات أربع:
  موجبةٌ كلية، وهي المُصدَّرة بـ «كل»، كقولك: «كل إنسان حيوان».
  وسالبةٌ كلية، وهي المُصدّرة بـ «ليس شيء»، كقولك: «ليس شيء من الإنسان بحجر».
  وموجبةٌ جزيئة، وهي المُصدَّرة بـ «بعض»، كقولك: «بعض الإنسان كاتب».
  وسالبة جزئية، وهي المُصدَّرة بـ «ليس كل»، كقولك: «ليس كل إنسان
(١) الواو غير موجودة في (ب).
(٢) بل بواسطة.
(٣) ومثال الذي لذاته: زيد إنسان، زيد ليس بإنسان.
(٤) في (ج): «يخص».
(٥) المشهور أن الشخصية ما كان موضوعها شخصاً معينًا.