الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

(تنبيه) اعلم أن حد (الخبر: هو الكلام الذي لنسبته خارج).

صفحة 214 - الجزء 1

  صدق إحداهما وكذب⁣(⁣١) الأخرى، لكن لا لذات⁣(⁣٢) ذلك الاختلاف، نحو: «زيد إنسان، زيد ليس بناطق»، فإن الاختلاف بين هاتين القضيتين إنما يقتضي أن إحداهما صادقة والأخرى كاذبة، إما لأن قولنا: «زيد ليس بناطق» في قوة: «زيد ليس بإنسان»، أو لأن قولنا: «زيد إنسان» في قوة: «زيد ناطق»، فيكون ذلك بواسطة، لا لذاته⁣(⁣٣).

[شروط التناقض]:

  واعلم أنه لا يتحقق التناقض إلا بشروط، منها ما يعم الشخصية والمحصورة، ومنها ما يختص⁣(⁣٤) المحصورة، وينبغي معرفتهما.

  فالشخصية: هي التي يكون موضوعها خالياً عن الأسوار⁣(⁣٥)، كقولك: «زيد كاتب».

  والمحصورة: هي ما اتصل بموضوعها أحد الأسوار الأربعة التي هي «كل» و «ليس شيء» و «بعض» و «ليس كل». وقد حصل من هذا أن المحصورات أربع:

  موجبةٌ كلية، وهي المُصدَّرة بـ «كل»، كقولك: «كل إنسان حيوان».

  وسالبةٌ كلية، وهي المُصدّرة بـ «ليس شيء»، كقولك: «ليس شيء من الإنسان بحجر».

  وموجبةٌ جزيئة، وهي المُصدَّرة بـ «بعض»، كقولك: «بعض الإنسان كاتب».

  وسالبة جزئية، وهي المُصدَّرة بـ «ليس كل»، كقولك: «ليس كل إنسان


(١) الواو غير موجودة في (ب).

(٢) بل بواسطة.

(٣) ومثال الذي لذاته: زيد إنسان، زيد ليس بإنسان.

(٤) في (ج): «يخص».

(٥) المشهور أن الشخصية ما كان موضوعها شخصاً معينًا.