الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[حقيقة العلة لغة واصطلاحا]

صفحة 308 - الجزء 1

[حقيقة العلة لغة واصطلاحاً]:

  أما حقيقتها فهي في أصل اللغة: الحالة⁣(⁣١)، والعذر⁣(⁣٢)، وما يتغير به محل الحياة⁣(⁣٣) مع ألم. وفي عرفها: الباعث على الفعل أو الترك⁣(⁣٤). وفي الاصطلاح: الوصف المنوط به⁣(⁣٥) الحكم الشرعي.

  وقد يعرف وجه حكمة تعليقه⁣(⁣٦) بها وقد لا يُعرف⁣(⁣٧). ويسمى باعثاً⁣(⁣٨) وحاملاً، وداعياً، ومستدعياً، ومناطاً، ودليلاً، ومقتضياً، وموجباً، ومؤثراً، وذاتاً⁣(⁣٩)، وسبباً، وأمارة، وجامعاً، ومحلاً، ومؤذناً، ومشعراً، ومصلحة، وحكمة، ووصفاً، ومضافاً إليه⁣(⁣١٠)، وغير ذلك.


(١) يقال: فلان كريم على علاته، أي: على حالاته في الشدة والرخاء والضيق السعة. هامش م (أ).

(٢) قال عاصم بن ثابت الأنصاري:

ما علتي وأنا صحيح نابل ... والقوس فيها وَتَرٌ عُنابِلُ

وقال آخر:

وكنت إذا ما جئت جئت بعلة ... فأفنيت علاتي فكيف أقول

هامش (أ).

(٣) قوله: «محل الحياة» نحو مرض الجنب والبطن، واحترز بقوله: «محل الحياة» عن تغير الحالة عن الحياة، وبقوله: «مع ألم» عن التغير إلى زيادة أو لون غير مصاحبين له. هامش (أ).

(٤) نحو قولهم: أكلت العسل لحلاوته، وتركت القثاء لبرودته. الدراري المضيئة.

(٥) المناط: اسم مكان الإناطة، والإناطة: التعليق والإلصاق، فلما ربط الحكم بالعلة وعلق عليها سميت مناطًا. الدراري المضيئة.

(٦) أي: بالعلة، وذلك كتعليق تحريم الخمر بالشدة المطربة، فوجه الحكمة فيه حفظ العقل المؤدي ذهابه إلى الفساد وترك الصلاة وذهاب الأموال والنفوس. هامش (أ).

(٧) أي: وجه الحكمة في تعليق الحكم بها، كتعليق تحريم الربا بالطعم عند الشافعي، فإنه لا يعلم لأي وجه أوجب تحريم الربا. الدراري المضيئة.

(٨) سميَ باعثاً لبعثه على الحكم، فالعلة - وهي الاسكار - بعثت على التحريم. هامش (أ)

(٩) قال في الدراري: وجه تسميته ذاتاً أنه يوصف به، قال في حاشية عليه: والوصف عند المتكلمين لا يوصف.

(١٠) لأن التحريم والتحليل يضافان إليه. الدراري المضيئة.