[حقيقة العلة لغة واصطلاحا]
[حقيقة العلة لغة واصطلاحاً]:
  أما حقيقتها فهي في أصل اللغة: الحالة(١)، والعذر(٢)، وما يتغير به محل الحياة(٣) مع ألم. وفي عرفها: الباعث على الفعل أو الترك(٤). وفي الاصطلاح: الوصف المنوط به(٥) الحكم الشرعي.
  وقد يعرف وجه حكمة تعليقه(٦) بها وقد لا يُعرف(٧). ويسمى باعثاً(٨) وحاملاً، وداعياً، ومستدعياً، ومناطاً، ودليلاً، ومقتضياً، وموجباً، ومؤثراً، وذاتاً(٩)، وسبباً، وأمارة، وجامعاً، ومحلاً، ومؤذناً، ومشعراً، ومصلحة، وحكمة، ووصفاً، ومضافاً إليه(١٠)، وغير ذلك.
(١) يقال: فلان كريم على علاته، أي: على حالاته في الشدة والرخاء والضيق السعة. هامش م (أ).
(٢) قال عاصم بن ثابت الأنصاري:
ما علتي وأنا صحيح نابل ... والقوس فيها وَتَرٌ عُنابِلُ
وقال آخر:
وكنت إذا ما جئت جئت بعلة ... فأفنيت علاتي فكيف أقول
هامش (أ).
(٣) قوله: «محل الحياة» نحو مرض الجنب والبطن، واحترز بقوله: «محل الحياة» عن تغير الحالة عن الحياة، وبقوله: «مع ألم» عن التغير إلى زيادة أو لون غير مصاحبين له. هامش (أ).
(٤) نحو قولهم: أكلت العسل لحلاوته، وتركت القثاء لبرودته. الدراري المضيئة.
(٥) المناط: اسم مكان الإناطة، والإناطة: التعليق والإلصاق، فلما ربط الحكم بالعلة وعلق عليها سميت مناطًا. الدراري المضيئة.
(٦) أي: بالعلة، وذلك كتعليق تحريم الخمر بالشدة المطربة، فوجه الحكمة فيه حفظ العقل المؤدي ذهابه إلى الفساد وترك الصلاة وذهاب الأموال والنفوس. هامش (أ).
(٧) أي: وجه الحكمة في تعليق الحكم بها، كتعليق تحريم الربا بالطعم عند الشافعي، فإنه لا يعلم لأي وجه أوجب تحريم الربا. الدراري المضيئة.
(٨) سميَ باعثاً لبعثه على الحكم، فالعلة - وهي الاسكار - بعثت على التحريم. هامش (أ)
(٩) قال في الدراري: وجه تسميته ذاتاً أنه يوصف به، قال في حاشية عليه: والوصف عند المتكلمين لا يوصف.
(١٠) لأن التحريم والتحليل يضافان إليه. الدراري المضيئة.