[حكم الصلاة على النبي ÷]
  وقيل: تجب عند ذكره ÷؛ لقوله ÷: «من ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ فدخل النار فأبعده الله».
  قال الزمخشري: الاحتياط الصلاة عليه عند ذكره؛ لهذا الحديث. وقيل: تجب في العمر مرة.
  (على سيدنا محمد) محمد: عطف بيان من سيدنا، وهو نقيض «مُذَمَّم(١)»، ألْهَمَ اللهُ أهلَه يسمّونه بذلك؛ لعلمه بكثرة محامده. روى القاضي عياض في الشفاء بالإسناد المتصل إلى رسول الله ÷ أنه قال: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قَدَمِي(٢)، وأنا العاقب»، رواه المصنف في شرح الأثمار.
  (خاتم أنبيائه) فلا نبي بعده، فأما نزول عيسى فبعد زوال التكليف.
  قلت: هكذا قيل. وفيه نظرٌ، والأولى أن نزوله والتكليف باقٍ، ودليل ذلك ما رواه الحسين بن القاسم @(٣) عن الأئمة $ في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}[النساء ١٥٩]، إن المعنى: إظهار الله عيسى في آخر الزمان يدعو إلى طاعته وطاعة المهدي، ويصلي خَلْفَه. قال السيد حميدان(٤): إن المهدي لا يُعرف إلا بظهور عيسى، وعيسى لا يُعرف إلا بإحيائه الموتى.
= «مؤسسة الرسالة» تحقيق رضوان مامو.
(١) يشير بذلك إلى تسمية المرأة التي سمته مذمماً في قولها - لعنها الله ـ:
مذمم لقينا ودينه أبينا ... تالعزى لا صمنا ولا صلينا
قيل: إن قائلة البيت هي حمالة الحطب. هامش (ب).
(٢) أي: أثري. وقوله: «أنا العاقب» أي: آخر الأنبياء. نهاية.
(٣) هو الإمام المهدي لدين لله الحسين بن القاسم بن علي $، قتل في وادي عرار سنة (٤٠٤ هـ) ومشهده في ريدة مشهور مزور. من التحف للمولى الحجة مجد الدين المؤيدي #. ط/ مكتبة أهل البيت $.
(٤) هو حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم من علماء القرن السابع الهجري. انظر التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # ط ٢ ص ٢٧٥.