الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[حكم الصلاة على النبي ÷]

صفحة 38 - الجزء 1

  وقيل: تجب عند ذكره ÷؛ لقوله ÷: «من ذُكرتُ عنده فلم يصلِّ عليَّ فدخل النار فأبعده الله».

  قال الزمخشري: الاحتياط الصلاة عليه عند ذكره؛ لهذا الحديث. وقيل: تجب في العمر مرة.

  (على سيدنا محمد) محمد: عطف بيان من سيدنا، وهو نقيض «مُذَمَّم⁣(⁣١)»، ألْهَمَ اللهُ أهلَه يسمّونه بذلك؛ لعلمه بكثرة محامده. روى القاضي عياض في الشفاء بالإسناد المتصل إلى رسول الله ÷ أنه قال: «لي خمسة أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قَدَمِي⁣(⁣٢)، وأنا العاقب»، رواه المصنف في شرح الأثمار.

  (خاتم أنبيائه) فلا نبي بعده، فأما نزول عيسى فبعد زوال التكليف.

  قلت: هكذا قيل. وفيه نظرٌ، والأولى أن نزوله والتكليف باقٍ، ودليل ذلك ما رواه الحسين بن القاسم @(⁣٣) عن الأئمة $ في تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ}⁣[النساء ١٥٩]، إن المعنى: إظهار الله عيسى في آخر الزمان يدعو إلى طاعته وطاعة المهدي، ويصلي خَلْفَه. قال السيد حميدان⁣(⁣٤): إن المهدي لا يُعرف إلا بظهور عيسى، وعيسى لا يُعرف إلا بإحيائه الموتى.


= «مؤسسة الرسالة» تحقيق رضوان مامو.

(١) يشير بذلك إلى تسمية المرأة التي سمته مذمماً في قولها - لعنها الله ـ:

مذمم لقينا ودينه أبينا ... تالعزى لا صمنا ولا صلينا

قيل: إن قائلة البيت هي حمالة الحطب. هامش (ب).

(٢) أي: أثري. وقوله: «أنا العاقب» أي: آخر الأنبياء. نهاية.

(٣) هو الإمام المهدي لدين لله الحسين بن القاسم بن علي $، قتل في وادي عرار سنة (٤٠٤ هـ) ومشهده في ريدة مشهور مزور. من التحف للمولى الحجة مجد الدين المؤيدي #. ط/ مكتبة أهل البيت $.

(٤) هو حميدان بن يحيى بن حميدان بن القاسم بن الحسن بن إبراهيم من علماء القرن السابع الهجري. انظر التحف شرح الزلف للإمام الحجة مجد الدين المؤيدي # ط ٢ ص ٢٧٥.