الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[أقسام مفهوم المخالفة]

صفحة 434 - الجزء 1

[أقسام مفهوم المخالفة]

  (وهو أقسام):

[مفهوم اللقب]:

  الأول: (مفهوم اللقب) وهو نفي الحكم عما لم يتناولْه الاسم. مثل: «في الغنم زكاة» فينتفي عن غير الغنم، ويُعبّر عنه بمفهوم الاسم، وبمفهوم الاسم المطلق. وهو إما مفهوم عَلَم، نحو: محمد المصطفى، وعلي المرتضى، «والحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا». أو جنس، كالنص على الأجناس الستة بتحريم الربا.

  ومنه مفهوم ظرف الزمان، نحو قوله تعالى: {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ}⁣[البقرة ١٩٧]، وظرف المكان، نحو قوله تعالى: {فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ}⁣[البقرة ١٩٨]. ولا وجه لعده⁣(⁣١) قسماً مستقلاً. (و) مفهوم اللقب (هو أضعفها) فلهذا لا يعمل به عند أئمتنا $ والجمهور مطلقاً⁣(⁣٢) (والآخذ به) من العلماء (قليل) كالدّقّاق⁣(⁣٣)، والصيرفي، وابن فَوْرَك، وبعض الحنابلة، فإنه يعمل به عندهم مطلقاً. وفصّل ابن زيد فقال: يؤخذ به في الجنس دون العلم.

  لنا: لو عمل به لزم من قولنا: «محمد رسول الله» ظهور⁣(⁣٤) الكفر؛ لأن مفهومه نفي الرسالة عن غيره من الأنبياء $. وكذا من قولنا: العالم موجود، وزيد موجود، وعمرو عالم أو قادر؛ إذ يفهم منه نفي هذه الصفات عن الغير؛ فيلزم نفيها عن الله تعالى، بل كان «زيد موجود» ظاهرًا كذبه، واللوازم باطلة⁣(⁣٥) إجماعاً.


(١) أي: مفهوم الظرفين.

(٢) أي: لا في العلم ولا في الجنس، ولا في الأمر ولا في الخبر. هامش (ب).

(٣) هو أبو بكر محمد بن محمد بن جعفر البغدادي الدقاق، من علماء الشافعية، (ت ٣٩٢ هـ).

(٤) يعني أنه يلزم أن يدل على ذلك على جهة الظهور. القسطاس.

(٥) فكذلك الملزومات. كاشف لقمان.