الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

[مفهوم الصفة]

صفحة 435 - الجزء 1

  فأما في التعليم فيعمل به، وقد اعتمد مفهوم اللقب أهل المختصرات، مثل قوله في الأزهار: «وعلى الرجل الممني ..».

[مفهوم الصفة]:

  (و) الثاني: (مفهوم الصفة) نحو: في الغنم السائمة زكاة، يفهم منه أنه ليس في الغنم المعلوفة زكاة (وهو أقوى) من مفهوم اللقب (والآخذ به) من العلماء (كثير) كمالك، والشافعي، وأحمد، والأشعري، والجويني، وأبي عبيد⁣(⁣١). ونفى الأخذ به بعض علمائنا، والحنفية، وجمهور المعتزلة، والأشعرية، والأخفش⁣(⁣٢)، قالوا: لأنه لو كان حقًّا لما ثبت خلافة؛ لأنه يلزم التعارض بين المفهوم ودليل خلافه، والأصل عدم التعارض، لكنه قد ثبت في نحو: {لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً}⁣[آل عمران ١٣٠]؛ إذ مفهومه عدم النهي عن القليل منه، والنهي ثابت في القليل والكثير⁣(⁣٣)، فلا يكون حقاً.

  واحتج الشافعي ومن معه بأن تعليق الحكم بالوصف يفيد نفيه عمن لم يتصف به، وإلا لما كان لتخصيص المذكور بالذكر فائدة؛ إذ الفرض أن لا فائدة غيره، وهو لا يستقيم أن يثبت تخصيص آحاد البلغاء لغير فائدة؛ فكلام الله ورسوله أجدر.

  لا يقال: إن ذلك إثبات لوضع التخصيص لنفي الحكم عن المسكوت عنه بما فيه من الفائدة، وهو إنما يثبت بالنقل.

  لأنا نقول: لا نسلم أنه إثبات الوضع بالفائدة، بل يثبت بطريق الاستقراء


(١) هو القاسم بن سلام أبو عبيد البغدادي أحد أئمة الفقه واللغة، أخذ عن الشافعي والكسائي، (ت ٢٢٤ هـ).

(٢) اشتهر بهذا العلم ثلاثة أولهم: عبدالحميد بن عبدالمجيد الأخفش الأكبر إمام من أئمة اللغة. الثاني: سعيد بن مسعدة البصري الأخفش الأوسط (ت حوالي: ٢١٥ هـ). الثالث: علي بن سليمان بن الفضل الأخفش الصغير، (ت ٣١٥ هـ). طبقات النحاة.

(٣) في (ج) و (ب): «والكثير منه».