[مفهوم إنما]
  وإلا فهو في طرف الزيادة، نحو: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً}[النور ٦]. ويعمل به(١)، خلافاً لأبي حنيفة وغيره. فأما حيث مراده بالعدد المبالغة - كسبعين مرة - فلا يعمل(٢) بمفهومه.
[مفهوم إنما]:
  (و) السادس: (مفهوم إنما(٣)) نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ}[التوبة ٦٠]، فمفهومه أن لا شيء من الصدقات لغير من ذكر. وقوله تعالى: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ}[طه ٩٨]، فإنه يدل بمفهومه على انتفاء الإلهية لغير الله تعالى.
  ويعمل به عند أئمتنا $ والجمهور. (وقيل: هما منطوقان) يعني قد قيل: إن دلالة العدد وإنما على ما ذكر أولاً من باب المنطوق لا المفهوم، أما مفهوم العدد فلا أعرف مخالفاً فيه. وأما مفهوم إنما فالذي جعله منطوقاً أئمة المعاني والغزالي والباقلاني.
  ونفاه(٤) الحنفية والآمدي وأبو حيان(٥).
  وادعى الزمخشري في «أنما» المفتوحة إفادة الحصر؛ لأنها فرع المكسورة.
  نعم، حكى السبكي الخلاف في مفهوم الغاية و «إنما»، ولم يذكر في العدد خلافاً.
= بألا يحمله، فيكون المفهوم إذا نقص عن القلتين حمل خبثاً، لا إذا زاد، بخلاف قوله تعالى: {فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً} فإن مفهومه لا تزيدوا عليها؛ لأن الأصل العقلي المنع من الجلد، فلا يزاد على ما قرره الشرع، أما النقص فيجوز؛ لموافقته حكم العقل، ما لم يدل دليل الشرع على عدم جواز ذلك. هامش الفصول.
(١) أي: بمفهوم العدد.
(٢) في (أ):» فلا يعمل».
(٣) قال في شرح الغاية ٢/ ٤٠٢: والحصر بِـ «إنما» يفيد الإثبات منطوقاً والنفي مفهوماً.
(٤) فقالوا: لا يفيد الحصر بمنطوقه ولا بمفهومه.
(٥) هو محمد بن يوسف بن علي بن حيان، صاحب تفسير المحيط، (ت ٧٤٥ هـ).