الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

تنبيه:

صفحة 440 - الجزء 1

تنبيه:

  ومن مفهوم المخالفة:

  مفهوم الاستثناء، نحو: لا إله إلا الله، المفهوم أن الله تعالى إله، وأما نفي إلهيّة الغير فمنطوق. ويعمل به عند أئمتنا $ والجمهور، خلافاً للحنفية. وهو منطوق عند أئمة المعاني وابن الحاجب.

  ومفهوم الحصر، وهو تقديم الوصف على الموصوف الخاص، وجعله مبتدأ والموصوف خبره، نحو: العالم زيد، ومفهومه أنه لا عالم غير ز يد. وقيل: هو منطوق. وأنكر قوم إفادته الحصر. فأما عكسه⁣(⁣١) فلا يفيده على الأصح.

  ومفهوم الفصل بين المبتدأ والخبر إذا كان معرفة، أو أفعل من كذا، أو فعلاً مضارعاً، قبل دخول العوامل اللفظية وبعدها، نحو: {فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ}⁣[الشورى ٩]، و {إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى}⁣[الأنعام ٧١]، و «زيد هو أفضل من عمرو»، و {إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}⁣[السجدة ٢٥].

  ومفهوم تقديم المعمول، نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ}⁣[الفاتحة ٣]، و {فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ}⁣[الأنعام ٩٠]، ونفاه ابن الحاجب وأبو حيان.

[شروط الأخذ بمفهوم المخالفة]:

  (و) اعلم أن (شرط الأخذ بمفهوم المخالفة) على أقسامه (على القول به أن لا يخرج) الكلام (مخرج الأغلب) المعتاد⁣(⁣٢)، مثل قوله تعالى: {وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُمْ}⁣[النساء ٢٣] فإن الأغلب كون الربائب في الحجور، ومن شأنهن ذلك، فَقُيِّد به لذلك، لا لأن حكم اللاتي لَسْنَ في الحجور بخلافه. ومثل قوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى(⁣٣)}⁣[النساء ٣]؛ ...


(١) نحو:» زيد العالم».

(٢) أي: في أغلب الأحوال.

(٣) قال السيد داود في مرقاة الوصول: لم يرد أن شرط حل نكاح ما طاب خوف ألا تقسطوا، =