[الحقيقة]
  نوع، والمندرج فيه كالحيوان جنس. (وبعضهم) وهم الأصوليون (يعكس) فيجعلون(١) المُندرِج جنساً، والمُندَرج فيه نوعاً، ومن هنا(٢) يقال للاتفاق في الحقيقة: تجانس، وللاختلاف فيها: تنوع.
  (وإن وضع اللفظ الواحد للمعاني المتعددة لا باعتبار أمر اشتركت فيه فهو المشترك اللفظي) وذلك (كعين للجارحة والجارية) والذهب والفضة(٣).
  وقد اختلف فيه، فعند أئمتنا $ والجمهور: أنه ممكن عقلاً، واقع لغةً وشرعاً. وأوجب قوم وقوعه(٤). ونفاه ثعلب، وأبو زيد(٥)، والبلخي، والأبهري، مطلقاً، وقوم في القرآن، وقوم فيه وفي السنة، والرازي بين النقيضين.
  لنا: وقوعه، وأنه دليل الصحة، وذلك كالجون، فإن أهل اللغة أطبقوا على أنه للسواد والبياض على البدل من غير ترجيح. وعلى أن القرء للطهر والحيض كذلك(٦)، وهو معنى الاشتراك.
  وقولنا: «على البدل» احتراز عن المتواطئ؛ لأنه للقدر المشترك كما مر، وعن الموضوع للجميع من حيث هو، ككل وجميع. وقولنا: «من غير ترجيح» لتخرج الحقيقة والمجاز.
  نعم، ويعرف المشترك(٧) بالنص عليه من أئمة اللغة(٨)، أو بالاستدلال بسبق الفهم عند إطلاقه إلى معنيين فصاعدا، أو بحسن الاستفهام عنه(٩).
(١) في (ج): «فيقولون».
(٢) أي: واستناداً لاصطلاح الأصوليين يقال ... إلخ.
(٣) سقط من (ج) و (ب): «الفضة».
(٤) أي: أن وقوع اللفظ المشترك واجب الوقوع لغة.
(٥) أبو زيد نحوي مشهور.
(٦) أي: على البدل من غير ترجيح.
(٧) سقط من (ج): «المشترك».
(٨) بأن يقولوا: هذا اللفظ مشترك بين كذا وكذا.
(٩) كأن يقال: ماذا أردت بالجون هل السواد أو البياض؟