مسألة: [معاني صيغة الأمر:]
  {كُلُوا وَاشْرَبُوا}[المرسلات ٤٣]. والتهديد، نحو: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}[فصلت ٤٠]. والإرشاد، نحو: {وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ}[البقرة ٢٨٢]. والامتنان، نحو: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}[الأنعام ١٤٢]. والإكرام، نحو {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ ٤٦}[الحجر]. والتسخير، نحو: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ ٦٥}[البقرة]. والتعجيز، نحو: {فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ}[البقرة ٢٣]. والتأديب، نحو: «كل مما يليك». والإهانة، نحو: {كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا ٥٠}[الإسراء]. والتسوية، نحو: {فَاصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا}[الطور ١٦]. والدعاء، نحو: {رَبِّ اغْفِرْ لِي}[ص ٣٥]. والتمني، نحو:
  ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي ... بصبح وما الإصباح عنك بأمثل
  والاحتقار، نحو: {أَلْقُوا مَا أَنْتُمْ مُلْقُونَ ٨٠}[يونس]. والإنذار، نحو: {وَتَمَتَّعُوا قَلِيلًا}[المرسلات ٤٦]. والتكوين، نحو {كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس]. والالتماس، كقولك لمن يساويك: «افعل» بدون الاستعلاء. وهو مجاز فيما عدى الخمسة الأولى اتفاقاً.
  (والمختار) وفاقاً لأئمتنا $ والجمهور (أنه للوجوب) حقيقة، مجاز في غيره، ثم اختلفوا، فقيل: (لغة وشرعاً) وهو قول أكثر أئمتنا $، والمعتزلة، والفقهاء. وقال أبوطالب #، والبلخي، و أبوعبدالله، والحاكم: شرعاً(١) فقط.
  وقال أبو هاشم، والقاضي، وبعض الفقهاء، وأحد قولي الشافعي، وأبي حنيفة، وأبي علي: بل حقيقة في الندب. وعن المنصور # روايتان. وقال الموسوي: بل مشترك بينهما.
  لنا: أنّا نقطع بكونه في اللغة موضوعاً للوجوب فقط (لمبادرة العقلاء) من أهل اللغة (إلى ذم عبد لم يمتثل أمر سيده) وهم لا يذمون على ترك فعلٍ
(١) لا من جهة اللغة، فأصل وضعه للندب. مرقاة السيد داود.