الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

مسألة: [هل يصح تراخي الاستثناء]:

صفحة 514 - الجزء 1

  قيء. قال أبو مضر⁣(⁣١) وأبو جعفر⁣(⁣٢): أو تذكر ما يستثني. قال الإمام يحيى #: أو طول كلام⁣(⁣٣).

  وقال ابن عباس: يجوز تراخيه أبداً، وعنه شهراً، وعنه أيضاً - وهو أحد قولي الناصر # - سنة. وقال ابن جبير⁣(⁣٤): أربعة أشهر. وقال مجاهد⁣(⁣٥): سنتين. وقال الحسن⁣(⁣٦) وعطاء: في المجلس. وبعضهم شرط أن ينوي ما يستثني عند⁣(⁣٧) النطق. وقيل: يجوز في القرآن خاصة.

  لنا: لو صح انفصال الاستثناء لما قال ÷: «من حلف على شيء فرأى غيره خيراً منه فليعمل به وليكفر عن يمينه» معيناً، بل كان يقول: أو ليستثنِ، فيوجب أحدهما لا بعينه؛ لأنه لا حنث بالاستثناء، مع كونه أسهل؛ فكان ذكره أولى، وإذا لم يكن معيناً فلا أقل أن يخيّر بينهما؛ لعدم وجوب شيء منهما معيناً. وكذلك جميع الإقرارات والطلاق والعتق كان ينبغي أن يستثنى منها نفياً لأحكامها بأسهل الطرق، والإجماع بخلافه، كيف ونحن نقطع أنه لو قال: عليَّ مائة، وقال بعد شهر مثلاً: إلا عشرة - لم يعد كلامة منتظماً، وحُكِم عليه بأنه لغو.


(١) هو شريح بن المؤيد المرادي، من كبا علماء الزيدية في الجيل والديلم، وهو من أصحاب المؤيد بالله #، له كتاب أسرار الزيادات ولباب المقالات لقمع الجهالات، وكان أبو مضر في حدود المائة الخامسة.

(٢) هو محمد بن يعقوب الهوسمي، من علماء الزيدية في الجيل والديلم، (ت ١٥٥ هـ) بهوسم.

(٣) أي: إذا فصل بين المستثنى والمستثنى منه كلام طويل، كما إذا ذكر بعد المستثنى منه صفات كثيرة، نحو: جاءني القوم الكرام الطوال حسنوا الوجه ذوو المال أهل الشجاعة والسخاء والمروءة إلا زيداً. دراري مضيئة.

(٤) هو أبو محمد سعيد بن جبير بن هشام الأسدي الكوفي المقرئ، قال أبو القاسم الطبري: هو إمام ثقة حجة على المسلمين، وهو في الطبقة الوسطى من التابعين، قتله الحجاج في سنة (٩٥ هـ).

(٥) هو أبو الحجاج مجاهد بن جبر مولى مخزوم، كان فقيهاً مفسراً محدثاً مشهوراً، (ت ١٠٠ هـ، وقيل: ١٠٢ هـ).

(٦) أي: البصري.

(٧) قال العضد: «وقيل: لا يجب الاتصال لفظا، بل يجوز الاتصال بالنية وإن لم يتلفظ به كالتخصيص بغير الاستثناء».