مسألة:
  لتردده بين الزوج والولي(١)، أو في مرجع الضمير نحو: ضرب زيد عمراً فضربته(٢)؛ لتردده بين زيد وعمرو، أو مرجع الصفة، كزيد طبيب ماهر؛ لتردده بين المهارة مطلقاً(٣) والمهارة في الطب. وفي الفعل(٤) كما مرَّ.
  وقد يقع بورود جملة عقيب جملتين متنافيتين، كقوله تعالى: {قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ}[هود ٤٠]، فالمتأخرة - وهي قوله: {وَمَنْ آمَنَ} - تحتمل أن تكون راجعة إلى كل من الجملتين المتقدمتين، ونحو ذلك.
  وهو واقع في الكتاب(٥)، خلافاً للحشوية، وفي السنة، خلافاً لشذوذ.
  (والمبين مقابله) أي: ما يفهم المراد به تفصيلاً. وهو المتضح الدلالة على رأي ابن الحاجب.
  وكما انقسم المجمل إلى المفرد والمركب فكذلك مقابله المبين. وقد يكون في فعل كهو(٦). وقد يكون فيما سبق له إجمال(٧)، وهو ظاهر، وقد يكون ولم يسبق له إجمال، كمن يقول ابتداء(٨): الله بكل شيء عليم.
(١) أي: أن قوله: {أو يعفو} مجمل متردد بين الاسقاط للحق أو بعضه من الولي، وبين الزيادة إن أريد به الزوج، والمراد يعفو الزوج أن يسوق المهر كاملاً إلى زوجته، ثم بعد الطلاق يعفو عنها فلا يطالبها بنصف ما سلم إليها، لكن إطلاق العفو على الزيادة فيه نظر. مرقاة الوصول للسيد داود.
(٢) في (ب): «وضربته».
(٣) إذا جعلنا ماهرًا صفة لزيد.
(٤) معطوف على القول في قوله: ويقع الإجمال في القول ... إلخ.
(٥) نحو: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ}.
(٦) أي: كما أن الإجمال يكون في الفعل فكذلك المبين كبيان الحج والصلاة فإنه بفعل النبي ÷ عندما قال الرسول: «صلوا كما رأيتموني أصلي»، و «خذوا عني مناسككم».
(٧) كالفعل غير المستغني، والمشترك بين المعاني المتنافية بعد بيانهما، والعام المخصص، والمطلق المقيد. فصول ص ٢٠٥ ط/١ مركز التراث والبحوث اليمني.
(٨) أي: قبل أن يسبق له إجمال.