فصل في الظاهر والمؤول
  وقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}[النساء ٢٣] بأن المراد بالأمهات: العلماء، وبالتحريم: تحريم مخالفتهم وانتهاك حرمتهم.
  قال في الفصول: وليس من ذلك بعض أحاديث الصفات(١) ونحوها(٢)؛ لإمكان تأويله(٣)، وثبوته(٤) عن الثقات، خلافاً لبعض المتكلمين، فقطعوا بتوهم رواتها.
  قال في حواشي الفصول: هؤلاء(٥) قصّروا في معرفة الآثار فوقعوا في هذه الهفوة.
  واعلم أن صاحب الفصول قد زاد قسماً رابعاً، وهو المتوسط بين القريب والبعيد، قال: ومنه تأويل قوله ÷: «لا صيام لمن لا يبيّت الصيام من الليل» بالقضاء والنذر الواجب والكفارة دون غيرها(٦). وقيل: هو من البعيد.
(١) مثل حديث إن الله خلق آدم على صورته، وحديث: إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن. الدراري المضيئة.
(٢) كالإرجاء والشفاعة، وأحاديث القدر. هامش (ج)، وشرح الفصول.
(٣) قال في الدراري المضيئة: فيؤول حديث «على صورته»، أي: في كونه سمعياً بصيراً، وفي حديث: «قلوب بني آدم ... إلخ» هو من باب التمثيل، ومعناه أن الله قادر على تقليب القلوب باقتدار تام، كما يقال: فلان بين إصبعي، يراد به كمال التصرف فيه.
(٤) أي: ولأجل ثبوته عن الثقات. الدراري المضيئة.
(٥) أي: القاطعون بتوهم رواتها.
(٦) من أنواع الصيام، كصيام رمضان، وصيام النذر المعين.