الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

فصل في الظاهر والمؤول

صفحة 565 - الجزء 1

  وقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ}⁣[النساء ٢٣] بأن المراد بالأمهات: العلماء، وبالتحريم: تحريم مخالفتهم وانتهاك حرمتهم.

  قال في الفصول: وليس من ذلك بعض أحاديث الصفات⁣(⁣١) ونحوها⁣(⁣٢)؛ لإمكان تأويله⁣(⁣٣)، وثبوته⁣(⁣٤) عن الثقات، خلافاً لبعض المتكلمين، فقطعوا بتوهم رواتها.

  قال في حواشي الفصول: هؤلاء⁣(⁣٥) قصّروا في معرفة الآثار فوقعوا في هذه الهفوة.

  واعلم أن صاحب الفصول قد زاد قسماً رابعاً، وهو المتوسط بين القريب والبعيد، قال: ومنه تأويل قوله ÷: «لا صيام لمن لا يبيّت الصيام من الليل» بالقضاء والنذر الواجب والكفارة دون غيرها⁣(⁣٦). وقيل: هو من البعيد.


(١) مثل حديث إن الله خلق آدم على صورته، وحديث: إن قلوب بني آدم بين إصبعين من أصابع الرحمن. الدراري المضيئة.

(٢) كالإرجاء والشفاعة، وأحاديث القدر. هامش (ج)، وشرح الفصول.

(٣) قال في الدراري المضيئة: فيؤول حديث «على صورته»، أي: في كونه سمعياً بصيراً، وفي حديث: «قلوب بني آدم ... إلخ» هو من باب التمثيل، ومعناه أن الله قادر على تقليب القلوب باقتدار تام، كما يقال: فلان بين إصبعي، يراد به كمال التصرف فيه.

(٤) أي: ولأجل ثبوته عن الثقات. الدراري المضيئة.

(٥) أي: القاطعون بتوهم رواتها.

(٦) من أنواع الصيام، كصيام رمضان، وصيام النذر المعين.