الأنوار الهادية لذوي العقول،

أحمد بن يحيى حابس (المتوفى: 1061 هـ)

حقيقة النسخ

صفحة 566 - الجزء 1

[الباب الثامن: النسخ]

  (الباب الثامن) من أبواب الكتاب (في النسخ).

حقيقة النسخ

  وهو في اللغة: حقيقة في الإزالة عند أبي هاشم، وأبي الحسين، والقاضي جعفر، والجويني، والرازي، كَـ «نَسَخَتِ الريح آثار بني فلان»، و «نسخت الريح آثار القدم»، أي: أزالت ذلك، ومجاز في النقل، نحو: «نسختُ الكتاب»، أي: نقلتُ ما فيه إلى آخَر، و «نسخت النحل»، أي: نقلتها من موضع إلى موضع، ومنه المناسخات في الفرائض؛ لانتقال المال من وارث إلى وارث.

  وقال البُستي⁣(⁣١) من أصحابنا والقفال والحنفية: بل العكس⁣(⁣٢). وقال جمهور أئمتنا $ وبعض المعتزلة والأشعرية: مشترك بينهما. وتوقف⁣(⁣٣) بعضهم.

  قال الإمام الحسن #: ولا يتعلق بذلك غرض علمي.

  واختلف فيه بعد استعمال الشرع له، فقيل: باقٍ على معناه اللغوي من غير أن يكون منقولاً عنه إلى معنى آخر كنقل الصلاة.

  وقال المنصور بالله #، وأبو عبدالله، والقاضيان، والحاكم: بل منقول عنه بالشرع.

  وقال أبو هاشم، والشيخ الحسن: منقول إليه مع ملاحظة معناه اللغوي. وهذا هو المختار.

  لنا: أن التكاليف الشرعية تزول بالإغماء والجنون والموت، ولا يقال:


(١) هو أبو القاسم إسماعيل بن علي بن أحمد بن محفوظ البستي الزيدي، من زيدية الجيل، من أصحاب المؤيد بالله، يلقب بالأستاذ، توفي في حدود (٤٢٠ هـ).

(٢) أي: حقيقة في النقل، مجاز في الإزالة.

(٣) في كونه مشتركاً، أو حقيقة في أحدهما مجازًا في الآخر. الدراري المضيئة.