مسألة: [وجوه الترجيح بين الحدود السمعية]:
  المشابهة، ثم يقال: المشابهة اتفاق في الكيفية(١).
  ومثال الثاني: الزوج: هو المنقسم بمتساويين، ثم يقال: المتساويان: هما الشيئان اللذان لا يفضل أحدهما على الآخر، ثم يقال: الشيئان: هما الاثنان(٢).
  (ويجب) أيضاً (الاحتراز) فيها (عن استعمال الألفاظ الغريبة بالنظر إلى المخاطب) لأن ذلك مُفوِّت للغرض، كأن يقال: النار اسطقص(٣) فوق الاسطقصات.
  ويشترط في المعرِّف أيضاً الاطراد والانعكاس، فالاطراد: هو أنه كلما وجد الحد وجد المحدود؛ فلا يدخل فيه شيء ليس من أفراد المحدود؛ فيكون مانعاً.
  والانعكاس: هو كلما وجد المحدود وجد الحد، ويلزمه بحكم عكس النقيض - كلما انتفى الحد انتفى المحدود؛ فلا يخرج شيء من أفراد المحدود؛ فيكون جامعاً.
مسألة: [وجوه الترجيح بين الحدود السمعية]:
  (وترجح بعض الحدود السمعية) الظنية المتعارضة الموصلة إلى التصورات الشرعية، كحدود الصوم، والصلاة، والزكاة، والبيع، ونحوها من الماهيات الشرعية (على بعض) بوجوه(٤):
  منها: ما يرجع إلى نفسها، وذلك كترجيحِ الذاتي على العرضي(٥).
(١) فالمشابهة مترتبة على الكيفية بمرتبة واحدة.
(٢) فالمتساويان يتوقفان على الاثنين بمرتبتين، الأولى: توقف المتساويين على الشيئين، والثانية: توقف الشيئين على الاثنين. شفاء غليل السائل.
(٣) الاسطقص: هو الأصل فيكون قد حد الشيء بما هو أخفى منه. المصدر السابق.
(٤) في (ج): «وجوه».
(٥) مثاله: الوضوء طهارة حكمية تشتمل على غسل الأعضاء الثلاثة ومسح الرأس، مع قول الآخر: عبادة، فإن الطهارة المذكورة ذاتية للوضوء اتفاقاً، وكونه عبادة عرض مفارق للذات عند الخصم. مرقاة الوصول للسيد داود ص ٥٩١ ط/الأولى.