[تعريف الدليل وجملة مما يحتاج إليه من الألفاظ]
  وظاهر كلامه هذا أن الظن من جنس الاعتقاد، وهو يخالف ما ذكره هو وغيره في حاصلٍ فيه ضَبْطٌ لما عنه الذكر(١)، وتعريفٌ لحد العلم والظن ونحو ذلك، حيث قالوا: إنَّ ما لا يحتمل نقيضاً أصلاً عِلْمٌ، كالعلم بأنه تعالى قديم، فلا يحتمل أنه محدث، وإنَّ ما لا يحتمل النقيض عند الذاكر(٢) - بل هو عنده كالمُتيقَّن، كاعتقاد المُجسّمة أنه تعالى جسم - اعتقادٌ(٣) جازمٌ، وهو(٤) إما أن يستند إلى نظر واستدلال، أو إلى قول الغير، أو لا إلى شيء منهما(٥)، فإن طابق(٦) ما اعتقده(٧) عليه فصحيح(٨)، لكنه إذا استند إلى قول الغير فقط فتقليد، وإن لم يستند إليه(٩) فتبخيت. وإن لم يطابق معتقده ففاسد(١٠)، أي: اعتقاد جهل، فإن صدر عن نظر في شبهة فجهل مُطلق(١١)، وإلا كان من قبيل التقليد والتبخيت، وكلها قبيحة. وإنَّ(١٢) ما يحتمل النقيض عنده(١٣) لو قدره(١٤)، كما إذا ذكر الناظر في الطهارة أنَّ من شرط صحتها النِّية
(١) ما عنه الذكر: اسم يسمى به النسبة المتصورة بين النفي والإثبات، أي: نسبة القيام في: زيد قائم، أو النفي في زيد ليس بقائم، هذه النسبة تسمى: ما عنه الذكر الحكمي، وتسمى أيضاً الخبر. قسطاس بتصرف.
(٢) أي: المُخبر.
(٣) خبر إن في قوله: وإن ما لا يحتمل النقيض عند الذاكر ... إلخ.
(٤) أي: الاعتقاد.
(٥) أي: لم يستند إلى نظر واستدلال، ولا إلى قول الغير.
(٦) أي: الاعتقاد. مرقاة السيد داود.
(٧) أي: ما اعتقده المعتقد. مرقاة السيد داود.
(٨) أي: اعتقاد صحيح، كتقليد المجتهد المصيب ..
(٩) هكذا في (أ) و (ب)، وفي منهاج الوصول ومرقاة الوصول: فإن لم يستند إلى أيهما فتبخيت.
(١٠) أي: فهو اعتقاد فاسد.
(١١) أي: غير مقيد بأنه عن تقليد أو تبخيت، فيكون مطلقاً، وهذا هو المركب. هامش (ب).
(١٢) أي: وقالوا: «إن ما ..» إلخ فهو معطوف على قوله: «قالوا: إن ما لا يحتمل نقيضاً».
(١٣) أي: عند الذاكر.
(١٤) أي: لو قدر الذاكر النقيض. مرقاة الوصول.