[تعريف التجويز، والفرق بينه وبين الشك]
  لانتفاء الجزم فيها؛ فيكون الظن ليس من جنس الاعتقاد على حسب ما تقتضيه العبارة.
  وقوله: «من دون سكون النفس» يُخرِج العلم، وينبئ بأنَّ اعتقاد الجاهل بغير(١) سكون النفس؛ بدليل حصول اضطرابه لمعارضة الشكوك.
  وذهب الجاحظ إلى أن الجاهل قد تسكن نفسه عند اعتقاده. وهو الذي اختاره السيد حميدان في تنبيه الغافلين، وإمام زماننا # في الأساس.
  قال السيد حميدان: قد يسكن خاطر الجاهل باعتقاده بحيث لا يخطر بباله أن أحداً أعلم منه.
  وقول المصنف - هنا - ينبئ بأن العلم ليس من جنس الاعتقاد كما لا يخفى على الفطن، وقد سبق له في حد العلم ما يقتضي أنه من جنسه حيث قال: «إلى أن متعلقه كما اعتقده»، وظاهر كلامهم - في الحاصل الذي أسلفنا - أن حقيقة الاعتقاد: ما لا يحتمل عند الذاكر خلاف ما ذكر.
  (فإن طابق) الاعتقاد ما في نفس الأمر (فصحيح)(٢) سواء كان عن نظر أو تقليد أو تبخيت، كما تقدم.
  (وإلا) يطابق (ففاسد)(٣) سواء كان عن شبهة أو تقليد أو تبخيت، كما مر. (وهو) أي: الاعتقاد الفاسد (الجهل) وهو مفرد ومركب.
  فالمفرد: انتفاء العلم بالمقصود.
  والمركب: تصوُّر الشيء على خلاف ما هو عليه، فهو يريد به المركّب.
  وقد أشار إلى المفرد بقوله: (وقد يطلق) الجهل (على عدم العلم). والسهو: الذهول عن المعلوم.
(١) خبر «أن».
(٢) كاعتقاد أن الله لا يفعل القبيح، وأنه لا يُرى لا في الدنيا ولا في الآخرة.
(٣) كاعتقاد الفلاسفة بأن العالم قديم، وكاعتقاد صلب وقتل عيسى #.