[في أن النهي يدل على فساد المنهي عنه]
  حرر على عجل اسمحوا واصفحوا، السلام ختام.
  
  الحمد لله كما يجب لجلاله، وصلاته وسلامه على سيدنا محمد وآله، لا برحتم في أنوار العلم والإيمان، وشآبيب الفضل والإحسان، وأيد الله الأخ العالم العامل، والغمطمط الفرد الكامل، بهجة المحافل، وزينة الأماثل، جامع شتات الفضل المتباعد، والفخار التالد.
  ليس على الله بمستنكرٍ ... أن يجمع العالم في واحد
  حياه الله وبياه، وحرس كريم محياه، وشريف التام يغشاه، ورحمة الله وتحياته تتولاه، والله يلطف بنا وبكم فيما قضاه، وصدورها بعد ورد الخطاب الأعذب، والطراز المذهب، حمدنا الله تعالى على عافيتكم، وصلاح شؤونكم، والأخبار كما لمحتم، وقد حقق هنا البريد بما أشرتم، والأمر لله من قبل ومن بعد.
  وما أشرتم من الثلاثة الأسئلة فقد أردنا إثباتها في هذا المكان للبسط باطناً فسامحوا:
  أما أولها: وهو ما دونه مجدالدين في قاموسه.
  يقال هو وغيره من الواضعين في متن اللغة ما يحمل ما نقلوه ودونوه إلا على الحقائق لا المجاز فلا يعدل إليه إلا لتنصيص، وهذا هو المعروف المعمول به، ويطرد فيما له حقيقة واحدة أو أكثر كالمشترك، ولو أدى إلى أكثر الحقائق، كذلك بل قد صار كالمعلوم أنهم لم يريدوا نقل المجازات، إذ لها فن آخر وكتب مستقلة، إلا إذا ذكر شيئاً استطراداً فلا بد أن ينبه عليه، أو على قرينة الحكم، فتعين أن الترديد إذا حصل فهو يعني حقائق ذوات أوضاع متعددة، سواء أتى بالتخيير أو الجمع.
  والجواب عن المسألة الثانية: وهي دلالة النهي على فساد المنهي عنه.
  الحق ما ذكره الحسين بن القاسم # وكلامه ظاهر بحججه.