مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

دعوته #

صفحة 21 - الجزء 1

  وحفظه بما حفظ به الذكر المبين.

  ٥ - السيد العلامة المؤرخ محمد بن إسماعيل الكبسي:

  العلامة النحرير، الفهامة الجهبذ الكبير، القابض على مشكلات المسائل، والمزري بسحبان وائل، الآتي بما لم تستطعه الأوائل، ذي الأخلاق العاطرة، والسجايا التي هي روضة ناضرة، والفهم الثاقب، والنظر الصائب، سيف الإسلام، وحواري مولانا الإمام (أي الإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد)، وصدى صوته، وسلمان بيته، والمقدم في الأعمال، والفرد الكامل في جميع الخصال .... إلى آخر كلامه.

  وكلام العلماء فيه كثير، والبارق اليسير يدل على النو المطير.

دعوته #

  كان الإمام المهدي لدين الله من أنصار وأعوان الأئمة الذين تقدموه وعاصرهم قبل دعوته، فكان من قواد الجيوش، ومن سيوف الإسلام، وكان قوياً في ذات الله، شديداً على أعداء الله، صادقاً في جهاده وبلائه، صارماً ماضياً، فكان يولى قيادة الأمور الصعبة، والفتوحات المستعصية.

  فكان مع الإمام المنصور بالله أحمد بن هاشم، والإمام المنصور محمد بن عبد الله الوزير، والإمام المتوكل على الله المحسن بن أحمد، قال الإمام المهدي # في سياق ذكر شيء من ذلك:

  وبحمد الله جاهدنا وصابرنا المدة الطائلة، وفتحنا البلدان، وتنقلنا وصبرنا على ما لم يصبر عليه غيرنا، وفتحنا البلدان وحاربنا وهزمنا الأعداء، وقتلنا منهم وأخذنا رؤوسهم وأرسلناها إلى إمامنا، وأبطلنا دولة كثير من الظلمة مثل حسين الهادي، وأولاد المتوكل عباس وحسين، وغيرهم من الظلمة أخفناهم، وعاملنا الناس بالشريعة المطهرة، ولا ينبئك مثل خبير.

  وما نفر أكثر الناس عنا إلا مما عرفوا من الشدة في دين الله، كراهة للحق، حتى