مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الكلام فيما روي من أن النبي ÷ سحر]

صفحة 143 - الجزء 1

  العقيدة الفاسدة.

[الكلام فيما روي من أن النبي ÷ سُحر]

  سؤال: وجدت في صحيح البخاري عن عائشة قالت: سحر النبيَّ ÷ رجلٌ من بني زريق يقال له: لبيد بن الأعصم، حتى كان رسول الله ÷ يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله، حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة وهو عندي لكنه دعا ودعا، ثم قال: «يا عائشة: أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ماوجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: مَن طَبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في أي شيء؟ قال في مشط ومشاطة، وجوف طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان»، فأتاها رسول الله ÷ في ناس من أصحابه، فجاء فقال «يا عائشة: كأن ماؤها نقاعة الحناء، وكأن رؤوس نخلها رؤوس الشياطين»، قلت: يارسول الله أفلا استخرجته؟ قال «قد عافاني الله، فكرهت أن أؤثر على الناس فيه شراً»، فأمر بها فدفنت.

  وفي رواية: فاستخرجه، وفي رواية: قالت (كان رسول الله ÷ يسحر حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن).

  [الجواب والله الموفق للصواب]: وأما حديث طبه ÷ وما روي فيه، فقد روي ذلك، وروي مايقرب منه في تفسير النفاثات في العقد، وذكر أهل التفسير أبحاثاً على قوله تعالى {يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ}⁣[البقرة: ١٠٢] الآيات، والصحيح أن السحر لا حقيقة له، وإنما هو أمر يرجع إلى الأعين، والأشياءُ بحالها، لقوله {سَحَرُوا أَعْيُنَ النَّاسِ}⁣[الأعراف: ١١٦]، فأضافه إلى الأعين، لكن العرب قد تسمي بعض ماهو بالمباشرة سحراً كالسموم ونحوها، ولا يُنكر أن الله تعالى قد أودع في بعض المخلوقات من شجر وغيرها خاصيات فيها نفع وضر، لحكمة علمها سبحانه، كما أودع في حجر الماس السم، وفي حجر البادهر ما يدفع