[كلام الإمام في أن إمامته قطعية]
  ويشهد له مثل قوله تعالى {وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ٦٨}[الأنعام]، ومثل قوله ÷ «لا يحل لعين ترى الله يُعصى فتطرف حتى تغير أو تنتقل».
  وأما قول السائل هل تصح لأجل الولاية التي منكم؛ فنقول: هذا أمر قد نسجت عليه عناكب النسيان، وبطل قبل يومنا هذا بزمان، لأنا ما أذنا بالتقدم للجهاد، وقبض بعض المواد، من غير المنتمين إلا بشرط عدم الدعوة وأن الأمر مُناط بنا، وأن تلك المواد تصير في الجهاد الأكبر، وأن أهل ولايتنا جميعاً في كل قطر لا يخاطبون بشيء من جهته في أمر الدين ولا الدنيا، وكل ذلك لم يتم فبطل المشروط ببطلان شرطه، وبقينا على الأصل الأصيل الذي لا حوم حوله.
[كلام الإمام في أن إمامته قطعية]
  إذ إمامتنا قطعية من وجوه عدة:
  منها: أنه قد علم أن طريقها عند الزيدية الدعوة ممن تكاملت شروطه، وهذا قد حصل، لأن الشروط كانت كالمدفونة، فلما بحث عنها العلماء المعتبرون وتيقنوها وسطعتُ بالدعوة كانت لا جرم قطعية.
  وأدلة الدعوة مذكورة في مواضعها من الأصول، لو لم يكن إلا قوله ÷ «من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها ..» الحديث ونحوه، وقوله تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ} إلخ [الأنفال: ٢٤]، ونحوها.
  والإمام قائم مقام الرسول ÷ بالإجماع إلا ما خصه الدليل من أمر النبوة ونحو ذلك.
  ولأن الإمام إنما دعا الأمة إلى الله تعالى لصلاح دينها ودنياها وهو معنى قوله {لِمَا يُحْيِيكُمْ}[الأنفال: ٢٤]، ولم يدعهم لنفسه، فكان المراد بدعوته وطاعته مراد