مقدمة المؤلف
مقدمة المؤلف
  
  الحمد لله الذي جعل آثار العلماء باقية على ممر الدهور والأعصار، وأحيا بعلومهم أهل البوادي والأمصار، وعمر بفتاويهم دين الإسلام، إذ هم أعرف بالحلال والحرام.
  والصلاة والسلام على الذي ما ترك باباً من أبواب الدين إلاَّ بيَّنه، ولا غامضاً إلاَّ أوضحه، وعلى آله قرنآء السنة والكتاب، النافين عن دين الله الشك والإرتياب.
  وبعد: - فلما اطلعت على الآثار الواردةِ في الترغيب والترهيب لمن ولي القضاء، وكنت ممن هَجم(١) على ما هنالك، وسلك(٢) في تلك المسالك، وعرفت أنه لا يدري بمشكلات الزمن إلاَّ من ذكره الله في محكم القرآن بقوله {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ}[النساء: ٨٣]، وهم العلماء الراسخون المجتهدون، من الآل الكرام، وشيعتهم الأعلام، فحثني ذلك إلى رقم ما أشكل عليَّ، وإثباته في هذه الورقات، لأن ما حُفظ فرَّ، ومَا كُتِبَ قرّ.
  واعلم: - أيها المطلع أني لم أرقم في هذا إلاَّ مَا صح لي وثبت عمن ذكرنا، ولنبدأ بما أجاب به مولانا أيدهم(٣) الله، ثم نتبع ذلك بفوائد مبنية: إمَّا من جواب أحد
(١) في نسخة (همهم).
(٢) في نسخة (وسالك).
(٣) في نسخة (أيده)، قال مولانا الإمام شيخ الإسلام مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى: أراد به الإمام المجدد للدين، أمير المؤمنين، المهدي لدين الله رب العالمين، محمد بن القاسم $، قدس الله روحه، كما سيأتي.