مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[في أحكام العدة، وحكم الزواج قبل العدة مع الجهل]

صفحة 238 - الجزء 1

  ومعنى تناهيها إحاطة علم الله تعالى بها، لأنه يعلم الأمرين وشرطيهما، ويعلم ما كان وما سيكون ويعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فتبارك الله وتعالى وعز سلطانه عظمة وجلالاً.

  وهاهنا إشكال وهو أن يقال: من جملة معلوماته تعالى ذاته الشريفة وقد قلتم إنها لا توصف بالتناهي فكيف جعلتم المعلومات متناهية؟

  فجوابه من وجهين:

  أحدهما: أن يقال معنى تناهي المعلومات عدم غيبوبة شيء منها من علمه، ولا يلزم من هذا تناهي ذاته تعالى.

  وثانيهما: أن يقال معنى قولنا إن المعلومات متناهية ينصرف إلى المحدثات فلا تدخل ذاته تعالى في لفظ الجمع، وأما باقي المعلومات فيجب أن يكون الله تعالى بخلافها، وهي معنى المباينة بين القديم والمحدث التي هي حقيقة التوحيد، كما قال الوصي # (باينهم بصفاته رباً كما باينوه بحدوثهم خلقاً).

  إلى هنا تم ما نقل من الأسئلة الضحيانية والمشكاة النورانية الواردة على الإمام الأعظم أمير المؤمنين المهدي لدين الله رب العالمين محمد بن القاسم الحسيني سلام الله عليه وعلى آبائه، وصلى الله على محمد وآله وسلم.

[في أحكام العدة، وحكم الزواج قبل العدة مع الجهل]

  

  وصلاته وسلامه على محمد وآله وسلم

  ما قول إمامنا ¥: في رجل طلق امرأته طلاقاً رجعياً، أو بائناً حائلاً أو عقيماً، فحاضت المرأة ثلاث حيض، ومضى عن الصغيرة ثلاثة أشهر، أو ضهياء أو متوفى عنها أربعة أشهر وعشر، ولم تعلم واحدة من هؤلاء بطلاق ولا موت، وإنما انكشف من بعدما قد مضى على كل واحدة منهن عدة من غير اعتداد أنه طلق، فقالت كل واحدة من هؤلاء قد مضت عليها عدة من يوم الطلاق ومفروض أنه