[تأويل كلام أمير المؤمنين علي # في أمر عثمان]
  والسلام، وصالح الدعاء مبذول ومستمد.
[تأويل كلام أمير المؤمنين علي # في أمر عثمان]
  ورد على مولانا أمير المؤمنين، وسيد المسلمين، المهدي لدين الله رب العالمين، سؤال من بعض السادة ولفظه:
  ما قولكم - رضي الله عنكم - في كلام الوصي ~ (والله ما أمرت ولا نهيت، ولا كرهت ولا رضيت، ولا سرني ولا ساءني) حيث سئل في أمر عثمان، فقام خطيباً، وقال في خطبته هذا؟ أفيدونا هذه الألفاظ العلمية العصمية، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
  الجواب وبالله التوفيق: أن هذه المسألة جليلة الخطر، ذات شجون ونظر، وكلام الوصي في أمر عثمان كلام حكمة، ولعله # يلاحظ كتم ما عنده من أمره لولا سؤال السائل، إما لأنه متوقف في أمره، أو ليعد متوقفاً لمصلحة يراها.
  والدليل على ملاحظته ذلك: قوله في مقام آخر (استأمر فاستأثر، ومُنِعْتُم فجزعتم، ولله حكم واقع بين المستأثر والجازع).
  وألفاظه المذكورة في السؤال ظاهرها التناقض، لا سيما بين لا رضيت ولا كرهت، إذ لا واسطة بينهما، لأن الأحكام الشرعية خمسة لا سادس لها، والمباح من قسم المرضي، فلا بد من تأويل تلك الألفاظ أو بعضها بما يخرجها عن ظاهرها وعن حقائقها، والمعتمد الدليل الخارجي، ولهذا أخذ بعض العلماء من هذا الكلام أنه # قد حكم بإباحته لما صدر منه من الأحداث التي رواها الموالف والمخالف، قال لأن قوله: لا كرهت ولا رضيت، يشعر بأن قتله ليس بمنكر، وإلا يتحتم عليه النهي والكراهة، فيكون المراد بقوله: ولا رضيت رضاء أمر أو مباشرة، لأنه لم يرو أنه فعل شيئاً بل دافع عنه مرتين، ثم أهمله في الثالثة.
  وقال بعضهم: بل يؤول قوله: ولا كرهت بأن مراده الدفع، بمعنى أني لا كرهت بحيث أدفع عنه لعدم القدرة، لأنه قد تألب عليه جمع كثير، وكذلك قوله: ولا