[سؤال آخر في حكم المعارضة]
  رجحانه عليه أو مساواته له ما قام ولا تسمى، فإنهم يحملون كلهم على السلامة رجوعاً إلى دليل الاستصحاب لحالهم الأول من الفضل والعدالة.
  ولا يخفى أن حملهما على السلامة لا يقضي أن يكونا إمامين محقين وإنما الإمام واحد منهما، لأن الحق واحد بل لعدم التعمد، وأما إذا قد سبق أحدهما بالدعوة فالحق مع السابق.
  وكذلك إذا كان أحدهما مجتهداً والآخر غير كامل الاجتهاد، وكذلك إذا علم من أحدهما الميل إلى الدنيا والآخر بخلافه، فالحكم واحد، فافترق الحال بين الإمامين والحمل على السلامة.
  فهذا ما ندين الله تعالى به، مع أن الحديث ذو شجون وذيول، لا يغوص في أعماقها إلا العالمون المخلصون، والمخلصون على خطر عظيم، وإنما كشفنا وجه المسألة لوجوب بيان ما أنزل الله من البينات والهدى، ولما بلغ إلينا من التخليط من بعض أهل العرفان، فما ظنك بخلطاء الجهالة وأسراء التقليد، قاد الله بنواصي الجميع إلى ما يحب ويرضى بحوله وقوته، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله.
  قال: كتبه بقلمه عبد الله الحقير المفتقر إلى الملك الكبير أمير المؤمنين المهدي لدين الله رب العالمين محمد بن القاسم بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن أمير المؤمنين، تغمدهم الله بواسع رحمته ورضوانه، وأسكن الجميع بحبوح جنانه، بفضه وامتنانه، آمين آمين، غرة شهر ربيع الآخر سنة ١٣٠٨ هـ. انتهى نقلاً عن قلمه الشريف رضوان الله عليه بتاريخه شهر محرم الحرام سنة ١٣٩٢.
[سؤال آخر في حكم المعارضة]
  
  وصلى الله على محمد وعلى آل بيته الطاهرين نجوم أهل الأرض أجمعين
  الحمد لله رب العالمين، أما بعد:
  فقد أجاب إمامنا في السؤال الأول واستوفى من جميع الأطراف، ولكن ما