[في قبيلتين اعتدت إحداهما على الأخرى]
  وقوله فقضاهن: يعني خلقهن سبع سماوات في يومين، وأوحى في كل سماء أمرها، وزينا السماء الدنيا بمصابيح، واليومان هما يوم الخميس ويوم الجمعة، وفرغ في آخر ساعة من يوم الجمعة، وهي الساعة التي خلق فيها آدم #، وفيها تقوم الساعة، فكان المجموع ستة أيام وهو معنى قوله تعالى {وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ}[هود: ٧]، وقد أشار إلى ما ذكرناه أهل التفسير الزمخشري وغيره.
  وأما قول السائل: إن الله تعالى قادر على خلق الخلق العظيم قبل رد الطرف؛ فمعلوم ذلك لكنه يقال وإن كان غير ممتنع في قدرته تعالى فلا يمنع أن تقضي الحكمة خلافه، وهو الخلق في مدة طويلة أو قصيرة، على حسب ما تقتضيه المصلحة التي لا يعلم كنهها إلا الله تعالى، إذ مع العلم بأنه حكيم يجب الحكم بأن أفعاله كلها لحكمة ومصلحة سواء ظهرت لنا أم لا.
  ويمكن التطرق إلى بعض أوجه الحكمة بأن يقال: بأنه تعالى كما أراد خلق السماوات والأرض ودار الدنيا وبث ما فيهما من دابة وغيرها، اقتضت الحكمة أن يكون بعض الأشياء متولداً من بعض، وبعضها مسبباً من بعض، وذلك لا يتم إلا بالريث.
  ثم إنه لو خلقها دفعة واحدة لبطلت أكثر الحكم التي من جملتها التكليف بالعلم به تعالى، لأنها تصير معرفته ضرورية فتبطل حكمة التكليف في دار الدنيا، والقصد الفرق بينها وبين الدار الأخرى، فلا جرم صارت الحكمة وكمال المصلحة العظيمة على وفق ما فعله تعالى وتمنن به على خلقه، والله أعلم. تم الجواب وبالله التوفيق.
[في قبيلتين اعتدت إحداهما على الأخرى]
  
  وصلى الله على محمد وآله وسلم
  سؤال آخر: ما يقول إمام العصر، أيده الله بالفتح والنصر، وحكم عليه بما حكم