وأما أحاديث الترهيب
  ميراثه من الجنة»(١).
  وقال ÷ «يؤتى بالقاضي العدل يوم القيامة فيلقى من شدة الحساب ما يتمنى أنه لم يقض بين اثنين»(٢).
  تأمل أيها المطلع على هذه الأحاديث التي كل حديث منها يزجر عن الدخول في هذا الباب، فإن كان ولابد فعليك أولاً بتقوى الله ø فيما ظهر وبطن، ثم لا يترك مراجعة العلماء الأخيار، ومطالعة ما حوته الأسفار، من المسائل الغزار، واقض بالحق على القريب والبعيد، ولا تأخذك في الله لومة لائم، وعليك بالورع فإنه أصل هذا الباب، وإياك وأكل أموال الناس بالباطل، والزم نفسك وذكرها بأيام الله تعالى، وفق الله الجميع إلى ما فيه الرشاد، وقاد بأزمة الجميع إلى ما فيه السلامة في يوم المعاد، تم ذلك.
  وبعد حمد الله والصلاة والسلام على رسوله الكريم، وآله أهل الجود العميم، فإنه قد وقع مني الدخول في هذا الباب الخطير شأنه، الغامضة على كثير من الناس أركانه، وقد كثر مني المراجعة لما أشكل عليَّ في هذا لمن هم أعرف بالسنة والكتاب، واجتمع من ذلك ما يسر الناظر، ويطمئن به الخاطر، لكنها مُتَفَرِقَة على الناظر في الأسفار، وليس يَلتقط الدُّر إلاَّ من غاص في البحار، وغاب عن وطنه والأمصار.
  وهذا أوان الشروع في ذلك: فلنبدأ بما حررناه من الأسئلة وأجاب به علينا مولانا وإمامنا، المهدي لدين الله رب العالمين، محمد بن القاسم بن رسول الله، فهو حجة الأوآن، ورباني هذا الزمان، واكتفي بذكره أول المسطور، وأُحرَّر الذي هو عنه
(١) شعب الإيمان (٦/ ٢٢٤) رقم (٧٩٦٥).
(٢) رواه أحمد في مسنده (٦/ ٧٥)، والطبراني في الأوسط (٢/ ٨٨) رقم (٢٦١٩)، والهيثمي في مجمع الزوائد (٤/ ١٩٥) وقال: إسناده حسن.