عبادته:
  ولي عليكم: النصح، والطاعة ما أطعت الله). ولقد أقسم في بعض مقاماته أَنَّه لا يغيب عنهم من رسول الله إِلَّا شخصه (إن أطاعوه).
  ولقد حكى عالم من علماء الشافعية - وصل من العراق لزيارته - من علمه وعدله وفضله وسيرته النبوية ما بهر الألباب، وأَنَّه شاهده يتولى بيده الكريمة معالجة الجرحى، ويتولى بنفسه إطعام اليتامى والمساكين، وغير ذلك مما هو مشهور، وعلى صفحات التاريخ مسطور.
  إذا كان فضل المرء في الناس ظاهراً ... فليس بمحتاج إلى كثرة الوصف
  وما نشر الله في أقطار الدنيا أنواره، وبث في اليمن الميمون بركاته وآثاره - منذ أحد عشر قرناً - إِلَّا لشأن عظيم، ولقد ملأ اليمن أمناً وإيماناً، وعلماً وعدلاً، ومساجد ومعاهد، وأئمة هدى، وما أصدق قول القائل فيه #:
  فسائل الشهب عنه في مطالعها ... والفجر حين بدا والصبح حين أضا
  سل سنة المصطفى عن نجل صاحبها ... من علم الناس مسنوناً ومفترضا
  وكراماته المنيرة، وبركاته المعلومة الشهيرة مشرقة الأنوار، دائمة الاستمرار على مرور الأعصار، وما أحقه بقول القائل في جده الحسين السبط ~:
  أرادوا ليخفوا قبره عن وليه ... فطيب تراب القبر دل على القبر
عبادته:
  روى سليم الذي كان يتولى خدمته: أَنَّه تبعه في بعض الليالي، وكان يسير مع الإمام إلى الموضع الذي يبيت فيه ثُمَّ ينصرف، وفي تلك الليلة رأى أن يبيت على الباب - ولم يعلم به الإمام - لينظر ما يصنع، قال: فسهر الليل أجمع ركوعاً وسجوداً، وكنت أسمع وقع دموعه، ونشيجاً في حلقه #.
مؤلفاته:
  كان # لا يتمكن من إملاء مسألة إِلَّا وهو على ظهر فرسه في أغلب الأوقات، ومن مؤلفاته: كتاب الأحكام، والمنتخب، وكتاب الفنون، وكتاب المسائل، ومسائل محمد بن سعيد، وكتاب التوحيد، وكتاب القياس، وكتاب