المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

باب في الرجل يدعي أن الرجل ضربه فأذهب سمعه

صفحة 514 - الجزء 1

باب في الرجل يدعي أن الرجل ضربه فأذهب سمعه

  قلت: فإن رجلاً ضرب رجلاً فادعى المضروب على الضارب أنه أذهب سمعه، كيف العمل في ذلك؟

  قال: يحتال عليه، فيفزع من ورائه في أغفل غفلاته بشيء يضرب به ورائه، فإن فزع لذلك الضرب⁣(⁣١) فهو كاذب، وإن لم يفزع فهو صادق.

  قلت: فإن اتهم في ذلك؟

  قال: يستحلف على دعواه، والإفزاع على الغفلة يستخرج ضميره بلا شك.

باب في الرجل يودع الرجل وديعة فيبيعها فيطالبه صاحب الوديعة بها فيقول المستودع أمرتني وأطلقت لي أن أبيعها فينكر صاحبها ذلك على من البينة

  وسألته عن رجل أودع رجلاً ثوباً أو عرضاً من العروض فيبيعه الذي وضع عنده، فيطالبه صاحب الوديعة بها، فيدعي أن صاحبها أطلق له بيعها على من البينة؟

  قال: على الذي كانت عنده الوديعة؛ لأنه الذي ادعى أن صاحبها أمره ببيعها، وعلى صاحب الوديعة اليمين؛ لأنه المنكر أنه أمره ببيعها.

  قلت: فإن حلف وقد باعها المستودع، هل عليه قيمتها يوم باعها؟

  قال: عليه ردها بعينها، إلا أن تكون قد استهلكت فيكون عليه مثلها.

باب في الرجل يكون له عند الرجل مال فيتلف فيطالبه فيدعي أنه كان عنده مضاربة

  ويقول صاحب المال بل أسلفتك إياه سلفاً على من البينة

  وسألته عن رجل يكون له عند رجل مال فيتلف فيطالبه [به]⁣(⁣٢)، فيدعي أن المال كان عنده مضاربة، فيقول صاحب المال: بل أسلفتك إياه سلفاً على من البينة منهما؟

  قال: على من ادعى أنه كان عنده مضاربة؛ لأنه يريد يتلف مال الرجل، ولا بد له من بينة على ما قال وادعى.


(١) الصوت. نخ (٥).

(٢) من نخ (٥).