المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

تفسيره في السوط

صفحة 624 - الجزء 1

  عقولهم وعن أسماعهم⁣(⁣١) وعن أسمائهم وعن أبصارهم.

  قلت: ولأي معنىً يسأل الإمام عن ذلك؟

  قال: لأنه ربما كان فيهم الذمي الذي لا تجوز شهادته على الملي، وكذلك ربما كان فيهم الأعمى الذي لا يتبين عماه إلا لمن عرفه، وذلك الذي ينزل الماء في بصره ولا يستبين الإمام ذلك في بصره، إلا بالسؤال عنه، فمن هذا الموضع وجب على الإمام أن يسأل عن الشهود؛ فإذا صح له أمرهم سأل أيضاً: هل بين الشهود وبين المشهود عليه عداوة حتى يصح له أنه ليس بينهم وبينه عداوة.

  قلت: فإذا صح أمر الشهود بحقه وصدقه، ما يعمل الإمام به؟

  قال: يسأل أيضاً عن المشهود عليه في صحة عقله، وهل هو حر أو مملوك، أو بكر هو أو محصن.

  قلت: فإذا شهد شاهدان عدلان أنه بكر لم يتزوج ولم يعرف ذلك منه، ما يعمل به الإمام؟

  قال: يجلده الإمام مائة جلدة بالسوط.

  قلت: بين العقابين⁣(⁣٢) أم كيف؟

  قال: كل ذلك عندي سواء، وقد كره قوم العقابين، وليس يلتفت إلى قولهم.

تفسيره في السوط

  قلت: فالسوط الذي يضرب به المحدود - تَحُدُّهُ؟

  قال: سوط لا بالدقيق ولا بالغليظ يدق رأسه بين حجرين ويضرب به المحدود.

  قلت: فأقل من يحضره كم؟

  قال: قد قال الله: {طَآئِفَةٞ مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ ٢}⁣[النور]، فأقل من يحضره الإمام والجلاد وثلاثة.


(١) إسلامهم. نخ.

(٢) العقابان: عودان ينصبان مغروزين في الأرض يمد بينهما المضروب أو المصلوب. (المغرب).