المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

مقدمة التحقيق

صفحة 16 - الجزء 1

مقدمة التحقيق

  

  الحمد لله الذي هدانا لحمده، وجعلنا من أهله لنكون لإحسانه من الشاكرين، وليجزينا على ذلك جزاء المحسنين، والحمد لله الذي حبانا بدينه، واختصنا بملته، وجعلنا من أمة محمد ÷، الذي أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.

  ونصلي ونسلم على سيدنا وحبيب قلوبنا محمد بن عبدالله، خير خلق الله، الذي ما ترك شيئاً يقربنا إلى الجنة إلى دلنا عليه، ولا شيئاً يوبقنا في النار إلا حذرنا منه، فصلوات الله وسلامه عليه من يومنا هذا إلى يوم الدين، وعلى آله الكرام الميامين، الذين هم الحاملون لدينه من بعده، وقد جعلهم ÷ الأمان لمن تمسك بهم مع كتاب الله في أرضه، اصطفاهم الله ليقوموا بتبليغ دينه من بعد نبيه ÷؛ سنةً من الله إلهية في الذين خلوا من قبل كما قال تعالى: {۞إِنَّ ٱللَّهَ ٱصۡطَفَىٰٓ ءَادَمَ وَنُوحٗا وَءَالَ إِبۡرَٰهِيمَ وَءَالَ عِمۡرَٰنَ عَلَى ٱلۡعَٰلَمِينَ ٣٣ ذُرِّيَّةَۢ بَعۡضُهَا مِنۢ بَعۡضٖۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ٣٤}، ثم قال تعالى في نبيناً ÷ وذريته À: {وَٱلَّذِيٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ مِنَ ٱلۡكِتَٰبِ هُوَ ٱلۡحَقُّ مُصَدِّقٗا لِّمَا بَيۡنَ يَدَيۡهِۗ إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِۦ لَخَبِيرُۢ بَصِيرٞ ٣١ ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ ٣٢}، وبعد:

  فإنه يسر مكتبة أهل البيت $ أن تقدم لقرائها الكرام كتابي (المنتخب، والفنون) وألحقنا بهما رسالة في الرضاع، وذلك لتعلقها بموضوع الكتابين، وهي كلها لإمام اليمن محيي الفرائض والسنن، (الإمام الهادي إلى الحق القويم: يحيى بن الحسين بن القاسم بن إبراهيم $)، الذي هو النعمة الكبرى على أهل اليمن، والله يمُنُّ على عباده بفضله، ويختصُّ مَنْ عَلِمَ صدقَه