باب السلعة تباع على أن يدفع الثمن في مجلسين
  قال: يصفهما المشتري والبائع لأهل المعرفة بهما طولاً وعرضاً وجنساً وليناً ولوناً ثم يقوم أهل المعرفة على الصفة.
  قلت: فإن اختلفا في الوصف؟
  قال: يرجعان إلى حال الدعوى والإنكار فيكون على المدعي البينة وعلى المنكر اليمين.
  قلت: ومن أولى بالدعوى في هذا الموضع؟
  قال: صاحبهما الذي اشترى بهما العبد.
  قلت: فإن ادعيا جميعاً فقال هذا: جنسهما كذا، وقال هذا: جنسهما كذا؟
  قال: صارا في هذا الحال مدعيين جميعاً؛ لأن كل واحد منهما يدعي جنساً، فمن أثبت البينة كان القول قوله.
  قلت: فإن لم يبينا؟
  قال: يستحلفان.
  قلت: فإنهما جميعاً حلفا؟
  قال: قول الناس إن الغرامة تقسم بينهما، وقولي أنا في مثل هذا: إن اليمين يمين أطهرهما وأعفهما وأنقاهما وأعرفهما بالله، فإن اشتبهت ديانتهما كان ما قال الناس.
باب السلعة تباع على أن يدفع الثمن في مجلسين
  قلت: فإن رجلاً اشترى سلعة بألف درهم على أن يدفع في شهر كذا وكذا النصفَ، وفي شهر كذا وكذا النصفَ الآخر، هل يجوز البيع كذلك؟
  قال: لا بأس بذلك إذا تراضيا ولم يكن ثم ازدياد على قيمة السلعة من أجل النظرة.
باب بيع ما يكال بما يكال إلى أجل
  قلت: فإن رجلاً اشترى عشرة أرطال زيتاً كيلاً آجلاً بقفيز حنطة عاجلاً؟
  قال: لا بأس بذلك؛ لأن الزيت مما يوزن في الأصل، ألا ترى أنك قلت عشرة أرطال زيتاً، والأرطال فهي وزن، وإن كيلت كيلاً فهي ترجع في الأصل إلى الوزن، فافهم ذلك.