باب الخياط
  يعمل له عشرة أذرع، فعمل اثني عشر؟
  قال: على صاحب الشقة أجرة عشرة، ويبطل عمل الذراعين؛ لأن الحائك متبرع بذلك.
  قلت: فإن الرجل ادعى أن الحائك أبدل الغزل؟
  قال: القول قول الحائك مع يمينه.
  قلت: فإن الرجل لما دفع غزله إلى الحائك نقب بيت الحائك فأخذ غزل الرجل وغيره من غزول الناس؟
  قال: يضمن الحائك.
  قلت: فإنه وقع في بيت الحائك نار فاحترق البيت وما فيه؟
  قال: لا يكون الحائك في ذلك ضامناً.
  قلت: فلأي علة ضمنت الحائك في النقب ولم تضمنه إذا احترق بيته؟
  قال: لأنه قد كان يقدر يحترز من النقب، ولم يكن له في النار حيلة.
باب الخياط
  وسألته عن رجل دفع إلى خياط ثوباً يقطعه له قميصاً فقطعه قباً، فقال صاحب الثوب: أمرتك بقميص، وقال الخياط: أمرتني بقباً، على من البينة؟
  قال: على صاحب الثوب، واليمين على الخياط.
  وسألته عن رجل أتى الخياط بثوب، فقال: إن كان هذا الثوب يكفيني قميصاً فاقطعه، فقال الخياط: نعم، ولم يقل له شيئاً، فقطعه فعجز، هل يضمن بفضلته أم لا؟
  قال: لا يضمن، وليس عليه أكثر من اليمين أنه ما تعمد ضرراً لمن قطع له اجتراراً بذلك منفعة نفسه.
  قلت: فإن دفع ثوباً إلى خياط فقطعه ثم اعترفه رجل وأصبح عليه فأخذه، على من أجرته؟
  قال: على الذي دفعه أجرة الخياط.