المنتخب والفنون،

الهادي يحيى بن الحسين (المتوفى: 298 هـ)

[المقدمة]

صفحة 34 - الجزء 1

[المقدمة]

  

  الحمد لله حق حمده وصلى الله على محمد وآله وسلم.

  قال أبو جعفر محمد بن سليمان الكوفي: إني لما رأيت الأمة قد اختلفت في دينها، وتضادت في حلالها وحرامها بما لم يأمرها الله عز وتعالى ذكره به في كتابه، ولا نبيه # فيما جاءها به عن ربه سبحانه، بل أمرهم الله تعالى أن يتبعوا ما نزل في كتابه على نبيه # فقال سبحانه: {وَمَآ ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ}⁣[الحشر: ٧]، فأمرهم جل ذكره أن يعملوا بما أتى به محمد ~، ولا يختلفوا فيه فرفضوا بأهوائهم ما أمرهم الله سبحانه به، وخالفوا محمداً ÷ فيما جاءهم به من حلال⁣(⁣١) وحرام، فاخترعوا بآرائهم أحكاماً جعلوها ديناً، واتبعهم على ذلك مقلدون لهم؛ اتخذوهم أرباباً من دون الله، ولم يُرد بقوله أنهم عبدوهم من دونه، ولكنهم أطاعوهم وقلدوهم دينهم؛ فأضلوهم وضلوا عن سواء السبيل، فجعلوا بآرائهم الحلال حراماً والحرام حلالاً، وتركوا من أمرهم الله سبحانه بالمسألة له في كتابه حيث يقول: {فَسۡـَٔلُوٓاْ أَهۡلَ ٱلذِّكۡرِ إِن كُنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ ٤٣}⁣[النحل]، والذكر فهو القرآن لقول⁣(⁣٢) الله سبحانه: {إِنَّا نَحۡنُ نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ ٩}⁣[الحجر]، وأهل الذكر فهم أهل بيت محمد ÷ الذين أورثهم الله سبحانه الكتاب حيث يقول: {ثُمَّ أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ}⁣[فاطر: ٣٢].

  فهم ورثة الكتاب وأهله، وكذلك قال فيهم النبي #: «عليكم بأهل بيتي فإنهم لن يخرجوكم من باب هدىً ولن يدخلوكم في باب ضلال أبداً».


(١) الحلال والحرام. نسخة (٥).

(٢) (يقول) نسخة (٢ و ٤).