شرح الأصول الخمسة،

أحمد بن الحسين مانكديم (المتوفى: 420 هـ)

المعاداة:

صفحة 473 - الجزء 1

  منزلة الغير وذلك في اللّه غير متصور، وليس كذلك المدح والتعظيم، فإنه ليس بأكثر من قول أو فعل ينبئ عن عظم حال الغير، فيتأتّى في اللّه تعالى وفي غيره.

الثواب:

  وأما الثواب، فهو كل نفع مستحق على طريق التعظيم والإجلال، ولا بد من اعتبار هذه الشرائط، ولو لم يكن منفعة وكان مضرة لم يكون ثوابا، ولو لم يكن مستحقا لم ينفصل عن التفضل، وكذلك فلو لم يكن مستحقا على سبيل التعظيم والإجلال لم ينفصل عن العوض، وإذا حصل هذه الشرائط كلها فهو ثواب.

العقاب:

  وأما العقاب، فهو كل ضرر محض يستحق على طريق الاستخفاف والنكال. فلا بد من أن يكون ضررا، لأنه لو كان منفعة لم يكن عقابا، وكذلك فلو لم يكن مستحقا لم ينفصل عن الظلم، وهكذا فلو لم يستحق على سبيل الاستخفاف والنكال، لم ينفصل عن الحدود التي تقام على التائب وعن هذه الآلام والمصائب النازلة من جهة اللّه تعالى.

الموالاة:

  وأما الموالاة فهي مفاعلة من الولاية، والولاية قد تذكر ويراد بها النصرة، كما قال اللّه تعالى: {لا مَوْلى لَهُمْ}⁣[محمد: ١١] أي لا ناصر لهم، وقد تذكر ويراد بها الأولى، قال اللّه تعالى: {إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ}⁣[المائدة: ٥٥] الآية، أي الأولى بكم إنما هو اللّه ورسوله والمؤمنون بهذا الوصف، وقد تذكر ويراد بها المحبة، وهو إرادة نفع الغير، يقال: فلان ولى فلان، أي يريد خيره، ولذلك لا تستعمل في القديم تعالى لأن النفع والضرر مستحيلان عليه، وإذا استعمل فقيل: فلان من أولياء اللّه، فذلك على طريق التوسع، والمراد به أنه يريد نصرة أولياء اللّه أو يريد خيرهم. وإذا قيل: إن اللّه ولي عبده، فالمراد به أنه يريد إثابته والتفضل عليه.

المعاداة:

  وأما المعاداة فمفاعلة من العداوة أيضا، ومعناه إرادة نزول الضرر بالغير، وإذا قيل: فلان يعادي اللّه تعالى، فالمراد به أنه يريد نزول الضرر بأوليائه، وإذا قيل في اللّه