معنى التوهم: الظن المخصوص، (وهو غير الاعتقاد):
  يصح الآخر عليه، فإنه لا يجوز لنا أن نجريه على اللّه تعالى، وإن جاز له تعالى أن يجريه على نفسه، لأنه قد ثبتت حكمته.
معنى الصحة: نفي الاستحالة، انتظار الوقوع:
  وأما الصحة: فقد تذكر ويراد بها نفي الاستحالة، نحو ما يقال: يصح من القادر الفعل، أي لا يستحيل، وقد تذكر ويراد بها أنه مما ينتظر وقوعه، كما يقال إنه كان يصح من اللّه تعالى خلق العالم فيما لم يزل، أي ينتظر وقوعه منه ø.
معنى التوهم: الظن المخصوص، (وهو غير الاعتقاد):
  وأما التوهم: فالمرجع به إلى ظن مخصوص. والظن، فهو المعنى الذي إذا وجد في أحدنا أوجب كونه ظانا، والواحد منا يفصل بين كونه ظانا وبين غيره من الصفات، نحو كونه مريدا أو كارها أو ما يجري مجراهما.
اختلاف الشيخين أبي علي وأبي هاشم:
  وقد اختلف الشيخان في ذلك، فعند شيخنا أبي علي أنه جنس برأسه سوى الاعتقاد وهو الصحيح، وعند الشيخ أبي هاشم المرجع به إلى اعتقاد مخصوص.
(التوهم غير الاعتقاد - أبو علي) (التوهم اعتقاد مخصوص - أبو هاشم):
  والذي يدل على فساد مذهبه، أنه لو كان من قبيل الاعتقاد لكان لا يحسن من اللّه تعالى أن يتعبدنا بشيء من الظنون، ومعلوم أنه قد تعبدنا بكثير من الظنون نحو الاجتهادات في جهة القبلة وغير ذلك. وإنما قلنا هذا هكذا، لأنه ما من اعتقاد يفعله الواحد منا إلا ويجوز أن يكون معتقده على ما هو به ويجوز خلافه، والتكليف بما هذا حاله قبيح.
عودة إلى المقصود وهو تقدم القدرة لمقدورها:
  وبعد هذه الجملة نعود إلى المقصود بالباب، وهو الكلام في تقدم القدرة لمقدورها.
عند المعتزلة القدرة متقدمة وعند المجبرة القدرة مقارنة للمقدور:
  وجملة ذلك، أن من مذهبنا أن القدرة متقدمة لمقدورها، وعند المجبرة أنا مقارنة