شرح الأصول الخمسة،

أحمد بن الحسين مانكديم (المتوفى: 420 هـ)

مؤلف الكتاب

صفحة 7 - الجزء 1

مؤلف الكتاب

  هو قاضي القضاة أبو الحسن عبد الجبار بن أحمد بن الخليل بن عبد اللّه الهمذاني الأسدآبادي⁣(⁣١)، لم تحدد كتب الطبقات والتراجم تاريخ مولده، إلا أن معظم الذين كتبوا عنه اتفقوا على أنه توفي سنة ٤١٥ ه⁣(⁣٢)، وأنه عمر طويلا حتى جاوز التسعين.

  عاصر قاضي القضاة دولة بني بويه في العراق وفارس وخراسان منذ تأسيسها حتى انهيارها⁣(⁣٣)، ويبدو أنه شارك في كثير من أحداث هذه الدولة، فقد استدعاه الصاحب بن عباد أعظم وزرائها إلى الري وولاه قاضيا لقضاتها في سنة ٣٦٧ هـ، ويشبه هذا المنصب وزارة العدل في أيامنا، وكان العهد الأول من الصاحب إليه يشمل رئاسة القضاء في الري وقزوين وزنجان وقم وديناوند، ثم أضاف إليه في عهد آخر قضاء جرجان وطبرستان⁣(⁣٤).

  وكان هذا الوزير الأديب معجبا بالقاضي، فخورا بوجوده في ديوانه، ومن مظاهر هذا الإعجاب أنه كتب له عهد القضاء بخط يده على ورق سمرقندي مطرز موشى، وصفه السبكي وصفا جميلا⁣(⁣٥). وذكر أنه كان من جملة ما أهدى إلى نظام الملك⁣(⁣٦).

  وكان الصاحب يصف أبا الحسن بأنه أفضل أهل الأرض وأعلمهم⁣(⁣٧).


(١) الهمذاني نسبة إلى همذان وهي مدينة مشهورة بخراسان، تخرج منها جماعة من العلماء والأئمة الحديثين.

«معجم البلدان» لياقوت الحموي (٤/ ٩٨١)، و «الأنساب» (ص ٥٩٢) والأسدآبادي نسبة إلى أسدآباد، وهي بلدة كبيرة على منزل من همذان «ياقوت» ١/ ٢٤٥ و «السمعاني ٣٢)

(٢) خالف ابن الأثير فقال مات سنة ٢١٤ «الكامل» (٩/ ١١٩)، وكذلك قال ابن شاكر الكتبي في «عيون التواريخ»، وقال البعض أنه توفي سنة ٤١٦، وسبب هذا الالتباس فيما نظن أن وفاته كانت في أواخر سنة ٤١٥ هـ أي في شهر ذي القعدة، كما ذكر الذهبي في «سير أعلام النبلاء»، والسبكي في «طبقات الشافعية» (٣/ ٣١٩).

(٣) استمرت هذه الدولة من القرن الرابع إلى ما بعد الربع الأول من القرن الخامس الهجري.

(٤) انظر «رسائل الصاحب بن عباب» (متوفى سنة ٣٨٥).

(٥) «الطبقات الكبرى» (٣/ ٢٣٠)، و «تاريخ الحضارة الإسلامية» (١/ ٣١٠١).

(٦) من أشهر وزراء الدولة السلجوقى وقد قتله أحد الباطنيّة سنة ٤٨٥.

(٧) «المنية والأمل» لابن المرتضى (١١١ - ١١٣).