أقسام الأسماء:
  خلافه ضرورة.
  وقد ذهب الأشعرية إلى أن الإيمان هو التصديق بالقلب، وهذا كما أنه فاسد من حيث الاعتقاد فهو خطأ من طريق العربية لأن التصديق هو قول القائل لغيره صدقت، وهذا إنما يتصور باللسان دون القلب. وبعد، فلو كان كذلك لوجب فيمن لا يقر باللّه تعالى وبرسوله ولا عمل بالجوارح أن يكون مؤمنا بأن يكون قد صدق بقلبه، وذلك خلف من القول. وإنما بنى القوم كلامهم، هذا على مذهبهم في الكلام أنه معنى قائم بذات المتكلم، وأنه ليس يرجع به إلى ما نعقله من الحروف المنظومة والأصوات المقطعة، وقد أفسدنا مقالتهم هذه وصححنا ما اخترناه في ذلك عند الكلام في الكلام فلا نعيده هاهنا.
أقسام الأسماء:
  وقد تكلم | بعد هذه الجملة في تقسيم الأسماء.
  وجملة ذلك، أن الأسماء تنقسم إلى شرعي وإلى عرفي وإلى لغوي.
  فاللغوي نحو تسميتهم هذه الجارحة المخصوصة يدا، والجارحة الأخرى رجلا.
  والعرفي نحو تسميتهم هذه الحيوان المخصوصة دابة، مع أن هذا الاسم في الأصل كان اسما لكل ما يدب على وجه الأرض، وتسميتهم هذه الآنية المخصوصة قارورة، مع أنها كانت في الأصل عبارة عما يستقر فيه الشيء.
  والشرعي ينقسم إلى ما يكون من الأسماء الدينية، وذلك نحو الأسماء التي تجري على الفاعلين، نحو قولنا مؤمن وفاسق وكافر، وإلى ما لا يكون كذلك نحو الصلاة، وقد كانت في الأصل عبارة عن الدعاء، ثم صارت في الشرع اسما لهذه العبادة المخصوصة، والزكاة فقد كانت في الأصل عبارة عن النماء والطهارة، ثم صارت بالشرع اسما لإخراج طائفة من المال، إلى غيرهما من الأسماء نحو الصوم والحج وما شاكلهما.
قسمة أخرى للأسماء:
  وتنقسم الأسماء قسمة أخرى: إلى ما يفيد المدح والتعظيم، وإلى ما يفيد الذم والاستخفاف، وإلى ما لا يفيد واحدا منهما.