مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[بيان معنى الأنهضية]

صفحة 166 - الجزء 1

  وصرح بلسانه وفي أقلامه المحفوظة، بأنه أرجح وأحق بالتقدم عن اختبار منا وخبرة، حتى فعل إلى الأعوان كافة موضوعاً وقرر ذلك حتى قال: ووالله إن لم يطيعوه كما أمرناهم ليتفرقن تحت كل كوكب بهذا اللفظ، وكان كما قال، وكذلك شيخ الإسلام أحمد بن إسماعيل القرشي ¥ صرح بذلك في مواقفه ورسائله وكتبه حتى قال: قد تتبعنا آراء سيدي عز الإسلام فوجدناها قد أصابت المحز، ومن حاول خلافها رجع إليها بالضرورة.

  هذا كلامه، والله عند لسان كل قائل، لأنها كانت تختلف الآراء في بعض الأمور ثم يرجع الكل إلى رأينا وتدبيرنا، وكذلك من قبل الإمام المتوكل ¥ الوالد محمد بن عبدالله الوزير، والإمام أحمد بن هاشم ¤ قريب مما حكينا عن المذكورين، وبحمد الله جاهدنا وصابرنا المدة الطائلة، وفتحنا البلدان، وتنقلنا وصبرنا على ما لم يصبر عليه غيرنا، وفتحنا البلدان وحاربنا وهزمنا الأعداء، وقتلنا منهم وأخذنا رؤوسهم وأرسلناها إلى إمامنا، وأبطلنا دولة كثير من الظلمة مثل حسين الهادي، وأولاد المتوكل عباس وحسين، وغيرهم من الظلمة أخفناهم، وعاملنا الناس بالشريعة المطهرة، ولا ينبئك مثل خبير.

  وما نفر أكثر الناس عنا إلا مما عرفوا من الشدة في دين الله، كراهة للحق، حتى شرطوا على الإمام في بعض حصارات صنعاء وقد أشرفت على الفتح أن يكون السيف غيرنا، فأقسم لهم بالله ما معهم غيره، ولقد أشرت عليه أنا أن يجعل غيري وأنا أسد في باب آخر، فقال: لا، لا تقل هذا، أنا أعرف، ولكن الإمكان شرط التكليف كله، ولا بد أن يمد الله بنصره من عنده، ويسبب ذلك بقدرته، فعسى أن يعز دينه، ويرفع أولياءه، قال ÷ «شيبتني هود