[حول قطعية الإمامة وما يترتب عليها]
  يعرفونها وتقليد العلماء فيما لا يعرفونه.
  ثم العامي هل يجوز له تقليد هذا العالم الذي قد اعتزل أم لا؟
  وفي شأن المعارضة لم تزل منذ قيام الإمام الهادي إلى الآن، والمتعارضون جم غفير من أهل البيت $، هل نعتقد الإيمان فيهم جميعاً، وصلاح النية، ونتولاهم ونقبل روايتهم أم لا؟ فذلك خلاف المعلوم من حال أهل البيت جميعاً بل لم يرو عنهم تضليل أحد من المتعارضين، كيف وهم حملة العلم والمبلغون للشريعة من أهل البيت المطهرين، فبينوا ذلك بالدليل الواضح.
  مع كون المتعارضين قبل الدعوة من أهل الفضل والصلاح وعرف منهم قبل الدعوة وبعدها، بحيث يعلم من قصد كل منهم أنه لا حامل لهم على التورط في حبائل الأمر والنهي إلا وجوب ذلك عندهم، وصلاحيته له دون غيره، وظنه قيام الحجة عليه، وبحيث يعلم من قصده أن لو عرف أن معارضه أنهض منه وأكمل لترك معارضته، فما هو الذي يعتقد في المتعارضين، والحال ما ذكرنا؟
  ثم العوام الذي لا خيرة لهم إذا اتبع بعضهم أحداً والبعض الآخر الآخر مع اعتقاد كل منهم حقية من اتبعه هل يجوز حملهم على السلامة أم لا؟
  ثم ما يصير به الباغي باغياً يحل منه ما يحل من الباغي هل لا بد من المحاربة أو العزم عليها أو بمجرد عدم القول بالإمامة؟
  إن قلتم: لا بد من المحاربة أو العزم عليها مع الإظهار أنه محق والإمام مبطل، فما يكون حال من قاتل من لم يحارب ولا عزم وما في حكمه مع قول أمير المؤمنين (ولا نبدأهم بقتال إلا أن يبدؤونا)، وقال ÷ «من أغلق بابه فهو آمن»(١).
(١) قاله النبي ÷ يوم الفتح، روى ذلك جم غفير منهم: مسلم، في =