مجموع فتاوى الإمام المهدي محمد بن القاسم (ع)،

محمد بن القاسم الحسيني (المتوفى: 1319 هـ)

[الرد على المعترض في أخذ الزكاة]

صفحة 180 - الجزء 1

  وأعراضهم، فصيرهم العدول الحاكمين، والثقات المؤتمنين المقبولين، حتى قال وهو أصدق القائلين {لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا}⁣[البقرة: ١٤٣]، وقال {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا}⁣[فاطر: ٣٢]، وقال {وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ}⁣[النساء: ٨٣].

  وقال الرسول ÷ «تعلموا منهم ولا تعلموهم، وقدموهم ولا تتقدموا عليهم، ولا تخالفوهم فتضلوا، ولا تشتموهم فتكفروا».

  وقال # «اللهم اجعل العلم والحكمة في عقبي وعقب عقبي إلى يوم القيامة»، وقال «رزقهم الله فهمي وعلمي، وهم عترتي خلقوا من لحمي ودمي»، هذا أو معناه من جم غفير وبحر قعير مما ورد فيهم.

  ثم إنه ورد هذا السؤال من جهة الولد الأبر، العلامة المنور، محمد بن منصور الضحياني أبقاه الله، حاكياً له عن لسان بعض السائلين الغافلين، أو المتعنتين، ليكون الجواب من لدينا أقطع للشغب، وأقرب انتوالاً إلى ما طلب.

  فنقول وبالله نصول: اعلم أن الله تعالى لما اختص المحقين من الأئمة بالدرجة العلية، والفضائل الجلية، وائتمنهم على البرية، وأوجب طاعتهم، وحذر مخالفتهم، ونهى عن التوهين في أمرهم، وأمر بتقوية مبانيهم وإعانتهم، واعتماد رأيهم، انبعث لهم بعد ذلك أعداءٌ ألِدَّاء، هم الدَّاء العياء، والمصيبة العظمى، للبلوى والإختبار، لهذا وذا كما قال تعالى {وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ٥٣}⁣[الأنعام]، وقوله تعالى {لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ٧}⁣[الكهف]، وقوله تعالى {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا}⁣[الأنعام: ١١٢].

  فلا يخلو إمام من معترض ومعنف، ومشكك ومزخرف، على أنحاء مختلفة، وشعب غير مؤتلفة، مرجعها إلى الحسد والبغضاء، والتكبر والسواء، كما قال