[في مسألة الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم]
  لمن لم يجهر ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، فيقال ما عدا البسملة فمجهور مطلقاً في الجهرية والسرية.
  ويقال أيضاً: أحاديث لا صلاة، وكل صلاة ... إلخ، عامة يصلح تخصيصها بأحاديث «صلاة النهار عجماء»، فيكون المعنى كل صلاة لا يجهر فيها ببِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ما عدا صلاة النهار فهي عجماء كلها، وهذا هو الراجح.
  والمرجح له: الإطباق من الأمة وجمهور الآل على إسرارها في النهار، بل المشهور من فعل النبي ÷ هو ذلك.
  وهذا هو معنى ما حكاه القاضي زيد، وحكاه الأمير الحسين # من حمل العموم على الخصوص.
  ومثل هذا ما روي في حديث التعليم أن جبريل # أمر النبي ÷ أن يؤذن في الناس بالصلاة حين زالت الشمس، فقام جبريل # أمام النبي ÷، وقام الناس خلف النبي ÷، قال: فصلى أربع ركعات لا يجهر فيها بالقراءة، ومثله حكاه في صلاة العصر.
  ومما يزيد هذا الترجيح وأن المراد الجهر بها في الجهرية: أنه كان يقرأها ÷ حال تكبيرة الناس وأكثرهم قد لا يسمعها حتى ظنوا أنه سَرَّ بالحمد لله رب العالمين، وحتى استملى # من بعض الصحابة كيف يصلي، فقال: الحمد لله رب العالمين، فقال: قل ﷽.
  ومن هاهنا نوه بذكرها، وكرر التنبيه على أنها آية تابعة للفاتحة في السر والجهر، ولا وجه لتخصيصها من بين آيات الفاتحة.
  ومن هاهنا أبى من نفى كونها آية، وفي ذهني أن ثمة حديثاً مفيداً لم أظفر به حال تحرير هذا على معنى: لا صلاة لمن لم يجهر بها في الجهرية؛ لا بد من طلبه إن شاء الله تعالى، وهذا كاف إذ يكفي أدنى مرجح، إذ العلة في اعتباره إنما هو الخروج عن