باب القول في القنوت والوتر وما يقال فيهما
  أحب إلينا أن يقنت الرجل به في الفجر.
  قلت: فيجهر الرجل بقنوته، أو يخفي؟
  قال: يجهر أحب إلينا.
  قلت: فإذا رفع رأسه من الركوع، فقال: سمع الله لمن حمده، هل يكبر ثم يقنت.
  قال: لا يكبر إذا قال سمع الله لمن حمده، ولكن يقنت بعد هذا.
  قلت: فما يقول الرجل في وتر العتمة؟
  قال: وكذلك أيضاً قد روي في ذلك روايات، والذي نختار من ذلك ونقول به ما يقنت به في الفجر من آي القرآن، أو ما روى أبو الجوزاء، والذي روى أبو الجوزاء، عن الحسن بن علي @، قال: علمني رسول الله ÷ كلمات أقولهن في الوتر: «اللهم اهدني فيمن هديت، وتولني فيمن توليت، وعافني فيمن عافيت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شر ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت، تباركت ربنا وتعاليت». قال: وزاد فيها رسول الله ÷: «اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفة والغنى، وأعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو».
  وقد قيل: إنه كان يدعو بهذا الدعاء من بعد التسليم، وأحبُّ إلينا أن يقوله من بعد التسليم من الوتر، ويقنت بعد الركوع بكتاب الله.
  وقد قيل: إن ذلك كان قبل تحريم الكلام، ومن أحب أن يقنت بقنوت علي بن أبي طالب # قنت في الوتر كذلك كان أمير المؤمنين يقول إذا رفع رأسه من الركوع: (اللهم إليك رفعت الأبصار، وبسطت الأيدي، وأفضت القلوب، ودعيت بالألسن، وتحوكم إليك في الأعمال، اللهم افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين، نشكوا إليك غيبة نبينا، وكثرة عدونا، وقلة عددنا، وتظاهر الفتن، وشدة الزمان، اللهم فأعنا بفتح تعجله، ونصر تعز به، وسلطان حق تطهره إله الحق آمين)، وأحب أن يكون هذا من بعد التسليم، ولا يكون في الصلاة إلا